كل مصاب كأنه الأول، وكل موت كأنه يحدث للمرة الأولى، جاء موت علام عبد الغفار ، رئيس قسم المحافظات في اليوم السابع، صدمة لنا أدخلتنا حالة من الحزن التي لا مثيل لها، والذي رحل فجأة، حتى لو قال البعض إنه رحل بعد معاناة مع المرض، فمنذ أيام كان علام عبد الغفار في موقع اليوم السابع بكامل صحته ونشاطه وقدرته على العمل، أيام قليلة سقط في المرض، وكان الأمل يحدونا ويقودنا إلى أنها مجرد وعكة صحية وسيعود معافا، لكن إرادة الله نافذة.
كنت دائما ما أتساءل كيف يقود علام عبد الغفار قسم المحافظات في مؤسسة تسعى للتميز من حيث السرعة والانتشار، كيف يتعامل يوميا مع كل المراسلين، ولأنه يجلس غير بعيد مني، فكنت أعرف جزءا من طريقته، التي كانت تقتضى رؤية واسعة، وميزات خاصة تتعلق بسعة الصدر والقدرة على الاحتواء.
كان علام عبد الغفار إنسانا طيبا، هذا ما لا تخطئه العين، حيث تسبقه ابتسامة تدل عليه، وكان حديثه لا يخلو من مجاملة تسر السامع وترضيه.
كان دائما ما يستوقفني في علاقة علام بأمه الراحلة، أحبها كما يليق بطفل لم يكبر أبدا، دائما في ذكراها، ينشر لها على موقع التواصل الاجتماعي صورا تكشف طيبتها وطيب خصالها، كما أطلق اسمها على طفلته "حليمة"، وامتدادا لهذه المحبة تعلق علام بطفليه، كان مجىء طفله "محمد" إلى صالة التحرير في اليوم السابع مدعاة للبهجة فهو طفل ذكي خفيف الدم.
رحم الله علام عبد الغفار، الذي أدى رسالته كاملة، وتولى الله أهله بالصبر، وندعو له دائما بالرحمة والمغفرة.
جاء موت علام ليقول لنا إننا لا نملك شيئا في الحياة سوى أن نعيشها بهدوء، وأن يسعنا رضا الله ومحبة أحبابنا.