الخط الأحمر للأمن القومي المصري يتجلى من جديد.. التصريح والمعنى والمغزى من التأكيد عليه وبالقوة والإصرار والحسم ذاته الذي كان وما زال عليه منذ 3 سنوات في ناحية الغرب.
الشرق الآن في المرمى وهو الهدف الأكبر، فحدودنا الشرقية أيضا وأمننا القومي هناك "خط أحمر" ولا تهاون في حمايته في ظل التصعيد العسكري في غزة والتلويح بسيناريوهات خبيثة رفضتها مصر من قبل وترفضها الآن وفي المستقبل.. فالعبث بأمن مصر سوف يواجهه الغضب بقوة وحسم.. والرسالة بالأمس كانت شديدة الوضوح.
ما أسفر عنه اجتماع مجلس الأمن القومي بالأمس برئاسة الرئيس السيسي يؤكد الخيار الاستراتيجي الدائم لمصر، وهو السلام القائم على العدل والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
فلا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، ومواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.
مصر تسعى للسلام الذي لا حل سواه لاستقرار المنطقة وتحيا شعوبها في أمن ورخاء وانطلاقا من مسئوليتها القومية ودورها المحوري في المنطقة، فهي على استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام، واستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
ومع التمسك بخيار السلام فمصر لديها خطوط حمراء لحماية أمنها القومي ولا تتهاون أو تفرط في حمايته بكافة الوسائل، وفي السياق أيضا ترفض وتستهجن سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
ما صدر عن اجتماع مجلس الأمن القومي يعكس موقف مصر الذي لا تحيد عنه منذ عشرات السنين، بوقوفها إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين ودعمها لعدالة قضيتهم وتضحياتها من أجلهم، من أجل تحقيق حلم الدولة، لكن في الوقت ذاته مصر تعي تداعيات التصعيد العسكري على غزة، وتحذر من عواقبه الوخيمة على المنطقة في حالة انفجار برميل البارود وتورط أطراف إقليمية في التوترات الجارية.
من هنا جاء الحديث عن "الخط الأحمر" للأمن القومي المصري في الشرق أيضا، بعد أن جاء قويا حاسما في 20 يونيو 2020 إلى الأطراف المعتدية على سلامة ليبيا، وخاصة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المنتشرين في البلاد، ويومها كان الرئيس السيسي يتفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية ووجه رسائل قوية وحاسمة بأن "سرت والجفرة بالنسبة لنا خط أحمر".
الوضع في الغرب الليبي حينها لم يكن بالأمر البسيط أو الهين -كما الوضع في الشرق الآن- فقد أصبح التهديد مباشرا على حدود مصر الغربية، وكان ذلك يتوجب تحرك مصر واضح ومباشر وصريح أمام العالم كافة، من أجل حماية مصر والمصريين، على الرغم من أن مصر لم تكن يومًا من دعاة العدوان والاعتداء على الأراضي ومقدرات أي من الدول، وإنما كانت تعمل دائما على حماية وتأمين حدودها ومجالها الحيوي فقط.. وهو ما تؤكده مصر تجاه الشرق هذه المرة.
إنه " طوق النار" الذي يحيط بمصر، لكن المارد المصري في لحظات الخطر والغضب قادرا على حماية أمن مصر القومي، ومحافظا على مكانتها ومكانها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة