هل تتذكر عندما كنا صغارًا، نحاول أن نصارع النوم حتى نصلى صلاة العيد، ثم نلعب ونلهو حتى نسقط من التعب بجوار ملابسنا الجديدة المعطرة، والتي نرتديها عندما نذهب إلى تجمع العائلة ليلاً، نلعب، ونضحك، ونأكل، ونشاهد الأفلام الجميلة، ونتشارك مع بعضنا كيف سنقضي العيد، وها نحن هنا اليوم قد كبرنا، وقد اندثرت الفرحة لدى العديد حتى فى ثالث أيام العيد، فلماذا لم نعد نشعر بتلك الفرحة التي قد عهدناها في صغرنا، لذا تواصل "اليوم السابع" مع الأخصائي النفسي محمد مصطفي، لكي يجبنا في السطور المقبلة عن سبب غياب الفرحة في الأعياد مع تقدمنا في العمر.
ما هي الأحاسيس السلبية التي نشعر بها في لحظات الفرح؟
برغم من أنه لا يمكننا التعميم، إلا أن الكثير من الناس يعانون بشكل غير متوقع بمشاعر الحزن خلال لحظات الفرح، فتتسلل إحساس الخسارة والفقد في تلك اللحظات التي يجب أن نشعر بالبهجة حينها، وقد يظهر لدى البعض أعراض جسدية مثل متلازمة القلب المكسور ألم في الصدر مفاجئ يجعل الشخص يعتقد أنه يعاني من نوبة قلبية، أو أن يكون هناك مشاعر مختلطة بين الحزن والفرح، فبينما هو حزين، يمكن أن يشارك أن يبتسم في على ذكرى مضحكة، أو حديث ممتع، وهناك العديد من الأسباب التي تفسر لنا سبب حدوث ذلك أبرزها.
فرط التوقعات والآمال
على الرغم من أننا نكون سعداء، يمكن أن نشعر بالحزن وخيبة الأمل عندما لا يحدث ما كنا نتطلع إليه، فيمكن أن يؤدي التوقع ما هو غير واقعي إلى شعورنا بالحزن، أو أن نركز انتباهنا على ما هو فقود بدلاً عما هو موجود، ففي كثير من الأحيان يحدث في الأحداث الجميلة بعض الأشياء غير مرغوب فيها، والتي تسبب تتضاءل البهجة بسبب المشاعر السلبية مثل الانزعاج أو عدم الراحة.
ذكريات الماضي
يمكن للذكريات أن تقطع اللحظات الممتعة، فنتذكر لحظات غير سارة تفسد من إحساسنا بالفرحة، فمثلاً ربما نتذكر شخص قد توفى فيتهم الشخص نفسه بأنه مقصر، وأنه كيف يفرح وهو حزين، أو أنه تذكر موقف سيء قد حدث سابقاً في مثل هذا التجمع، فيمكن للخيال أن يعيد النظر في الأوقات العصيبة مع الأوقات الجيدة.
حزن الآباء والأجداد في وسط الأجواء الممتعة
في وسط الصخب والفرحة، قد يشعر بعض الآباء بالحزن، وذلك نتيجة لإحساسهم بالفقد والخسارة، فالآباء والأمهات الذين يشاهدون أطفالهم يمرون بمرحلة النمو قد يعانون بإحساس بالخسارة عندما يكبر أبناءهم ويصبحون أكثر استقلالية بشكل متزايد، وبالتالي ينفصلون جسديًا وعاطفيًا عن الوالدين. وقد يشعر أحد الوالدين بإحساس شديد بالخسارة عندما يتزوج طفله، فبرغم من شعور الولد هنا بالفخر إلا أن هناك مشاعر فقد لدى الآباء، ويكون الحزن في لحظات التجمع هو إدراك أن هذا الوقت سيمضي وأن الطفل الصغير كبر وسيرحل بعد سويعات، أو غياب أحد أبنائه عن ذلك التجمع.
إخفاء الحزن
مما يضاعف يضعف شعور بالحزن، هو اعتقادهم بأنهم لا يستحقون مشاعرهم، قد يكون من الصعب فهم قبول أن المناسبات السعيدة يمكن أن تجلب أيضاً مشاعر خسارة، وقد يتفاقم الحزن في استجابة الأصدقاء والعائلة الذين يجاهدون لفهم سبب معاناة الشخص، أو في حالة عدم وجود التعاطف، فيشعر الشخص بالذنب والعار والعزلة حول حزنه، مما يدفعه إلى إخماد مشاعرهم أو إخفائها عن أحبائهم.
ماذا نفعل عندما يهدد الحزن استمتاعنا باللحظات السعيدة؟
علينا أن نختلس الفرحة، وأن نواجه الحزن في تلك الأوقات التي يجب أن تكون سعيدة، حقيقة أن الوقت الحالي ما هو إلى لحظات عابرة ستمضي يمكن أن يحفزنا بالاستمتاع، والسعي نحو تحقيق أقصي استفادة منه، أن نغوص في تلك اللحظات الجميلة، علينا أن نسرق البهجة ما دمنا نستطيع ذلك. هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن نفعلها للشعور بالبهجة، مثلاً يمكننا أن تجربة شيء جديد، أو إعداد عشاء ودعوة الأصدقاء، أو قضاء بعض الوقت مع العائلة، أو زيارة مؤسسة خيرية كدار رعاية للأيتام لإدخال البهجة على قلوبهم، كل هذا وأكثر يساعدنا على الشعور بالفرح.
فقدان الشغف
تجمعات عائلية بالعيد
فقدان الشعور بفرحة العيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة