تحركات فلسطينية لمحاسبة الاحتلال بعد استهدافه للمواقع الأثرية.. وزير العدل: نجمع الأدلة الخاصة لمحاسبة إسرائيل أمام محاكم محلية ودولية.. ووزارة الثقافة تطالب اليونسكو بتشكيل لجنة أممية للكشف عن الآثار المسروقة

الخميس، 04 يناير 2024 08:13 م
تحركات فلسطينية لمحاسبة الاحتلال بعد استهدافه للمواقع الأثرية.. وزير العدل: نجمع الأدلة الخاصة لمحاسبة إسرائيل أمام محاكم محلية ودولية.. ووزارة الثقافة تطالب اليونسكو بتشكيل لجنة أممية للكشف عن الآثار المسروقة غزة
كتب أحمد منصور – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • محمد الشلالدة: استهداف الاحتلال للتراث الفلسطيني يعد خرقا للقانون الدولى واتفاقية لاهاى عام 1954

  • وزير الأوقاف الفلسطيني: غزة مليئة بالمساجد التراثية والاحتلال استهدفها كليا وجزئيا

  • وزارة الثقافة الفلسطينية: سلطات الاحتلال واصلت حرمان الكتاب والمثقفين والفنانين الفلسطينيين من السفر

 

بدأت تحركات فلسطينية لمحاسبة سلطات الاحتلال على تعمده استهداف المواقع التراثية خلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتعمده استهداف الكتاب والمثقفين الفلسطينيين وأهم المعالم الأثرية، على رأسها تجميع كافة الأدلة بشأن تدمير الاحتلال لتلك المواقع الأثرية لتقديم دعاوى قضائية ضدها، والمطالبة بتشكيل لجنة أممية للكشف عن هذه الآثار والمواقع المستكشفة والمتاحف التى يتم سرقتها من جنود الاحتلال.
 
 
نشر "اليوم السابع"، منذ أياما تحقيقا حول أبرز المواقع الأثرية التى استهدفها الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، منذ بداية العدوان على القطاع فى 7 أكتوبر الماضى، حيث تخطت المواقع التراثية التى استهدفها الاحتلال الـ200 موقع آثرى، وهو ما أثار ردود أفعال واسعة بشأن هذا الإجرام الإسرائيلى.
 
من جانبه قال الدكتور محمد الشلالدة، وزير العدل الفلسطينى، إن إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال ارتكبت العديد من الانتهاكات ضد المراكز الثقافية فى غزة وهو ما يمثل خرقا للقانون الدولى واتفاقية لاهاى عام 1954 وبروتوكولاتها، فى ظل الانتهاكات الجسيمة للمتكلمات الثقافية خاصة ما يحدث فى غزة، موضحا أن إسرائيل تتحمل المسئولية القانونية الدولية لتدميرها لتلك الممتلكات.
 
وأضاف وزير العدل الفلسطينى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن اتفاقية لاهاى لعام 1954 تلزم إسرائيل وكافة الأطراف المعنية باتخاذ الإجراءات الضرورية التى تكفل محاسبة الأشخاص الذى يخالفون أحكام هذه الاتفاقية وتحمل من يدمر المواقع الأثرية والتراثية مسئولية تلك الجرائم.
 
 
وأوضح محمد الشلالدة، أن دولة فلسطين من خلال منظمة اليونسكو ومن خلال الأمم المتحدة ستطالب إسرائيل بإعادة ترميم الممتلكات الثقافية التى دمرتها خاصة أنها اعتدت على كل الممتلكات الثقافية سواء فى القدس أو الضفة الغربية أو فى قطاع غزة.
 
وتابع وزير العدل الفلسطينى: "نحن فى فسطين نوثق كل الانتهاكات الجسيمة للممتلكات الثقافية بما فيها غزة والقدس والضفة الغربية، ونجمع كافة الأدلة التى تثبت مخالفة إسرائيل وانتهاكاتها للممتلكات الثقافية من أجل محاكمة مرتكبى الجرائم أمام المحاكم المحلية والدولية، واتخاذ كافة الأليات القانونية ضد انتهاكات إسرائيل فى القدس وقطاع غزة خاصة انتهاكها للممتلكات الثقافية وفقا للقانون الإنسانى الدولى واتفاقية لاهاى".
 
فيما أكد الدكتور حاتم البكرى، وزير الأوقاف الفلسطينى، أن عدد كبير من المساجد فى قطاع غزة من المساجد التراثية وتم تدميرها بشكل جزئى أو كلى خلال العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، والذى بدأ منذ 7 أكتوبر الماضى.
 
وقال وزير الأوقاف الفلسطينى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن قطاع غزة مليئ بالمساجد التراثية، أى مضى على إنشاءها مئات السنين منها المسجد العمرى الذى يقع فى وسط مدينة غزة وهو من المساجد التى تعتبر من أقدم المساجد فى قطاع غزة، حيث يزيد فى بنائه أكثر من 1300 عاما.
 
وأوضح الدكتور حاتم البكرى، أن المسجد العمرى الذى دمره الاحتلال الإسرائيلى هو أول مسجد وأول مكان بنى فى قطاع غزة وهو من المساجد التى كانت فى العهد الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم أى بنى خلال الـ100 عام الأولى من بعثة رسول الله.
 
وأشار وزير الأوقاف الفلسطينى، إلى أن هناك مساجد كثيرة تعتبر مساجد تراثية وزاد على بنائها 600 عام و500 عام و400 عام، وهى مساجد قديمة وبنيت منذ مئات السنوات ولكنها تعرضت للتدمير الكلى من قبل الاحتلال الإسرائيلى، ولكن المسجد الذى يشاد له بالبنان هو المسجد العمرى فى وسط مدينة غزة بغزة القديمة.
 
 

وتواصلنا مع الدكتور عاطف أبو سيف، وزير الثقافة الفلسطينى، والذى أرسل لنا تقرير الوزارة حول الخطوات التى تتخذها لمواجهة تدمير الاحتلال للمواقع التراثية، حيث قال التقرير الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية، أنه فى الوقت الذى تستمر الحرب المسعورة على غزة فإن المؤكد أن المتاحف والمواقع الأثرية تتعرض لعملية تدمير لمحتوياتها معربة عن قلقها من أن تتعرض اللقى الأثرية والتمثايل والجرار القديمة لعمليات سرقة على يد جنود الاحتلال أو بعض لصوص الآثار الذين قد يصاحبون الجيش فى عملياته العدوانية. 

 

وطالبت الوزارة، منظمة اليونسكو والصليب الاحمر بتشكيل لجنة أممية للكشف عن هذه الآثار والمواقع المستكشفة والمتاحف، موضحة أن المساس بالآثار الفلسطينية والممتلكات الثقافية فى فلسطين هو مساس بجزء هام من ذاكرة البشرية وعليه يجب أن يقف المجتمع الدولى وقفة حقيقية أمام مسؤولياته لحماية هذه الذاكرة.

 

وذكرت وزارة الثقافة الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال واصلت حرمان الكتاب والمثقفين والفنانين الفلسطينيين من السفر وبالتالى عدم المشاركة فى الفعاليات المتنوعة وعدم تمثيل فلسطين فى المحافل الدولية، كما منعت العديد من الكتاب والفنانين والناشرين العرب من المشاركة فى معرض فلسطين الدولى للكتاب الذى نظمته الوزارة فى سبتمبر عام 2023. بجانب حرمان مئات الكتاب من غزة من المشاركة فى فعاليات الوزارة فى رام الله خاصة ملتقى الرواية ويوم الثقافة الوطنية ومعرض الكتاب.

 

وذكرت الوزارة، أن الجيش الإسرائيلى عمل على تدمير كل النصب التذكارية فى الميادين العامة على طول شارع الرشيد من مفترق السودانية شمال غزة حتى جسر وادى غزة كما قامت بتجريف وتدمير حديقة الجندى المجهول فى حى الرمال والنصب التذكارى الشهير فيها، كما دمر تمثال العنقاء فى قلب ميدان فلسطين فى غزة الذى يشير إلى شعار مدينة غزة، بجانب استهداف المجسم الفنى "الحروف" فى منطقة تل الهوى، وتدمير النصب التذكارى لصرح الشهداء الستة فى مخيم جباليا وغيرهم الكثير، واتبعت دولة الاحتلال نفس الآلية فى استهداف الميادين العامة والنصب التذكارية فى الضفة الغربية مثل استهداف معالم رئيسية فى مدينة جنين منها ميادين الشهداء وتدمير وسرقة التمثال الحديدى "حصان جنين" والذى صنعه النحات الألمانى وماس كبلبر من مخلفات اجتياح الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها عام 2002 وهو أحد الشواهد على جرائم الاحتلال.

 

 
وفى وقت سابق نشر اليوم السابع تحقيقا بعنوان "بلاغ إلى اليونسكو.. الاحتلال يهدم تاريخ غزة وهويتها.. العدوان الإسرائيلي دمر 3 متاحف تاريخية وأقدم مسجد وثالث أقدم كنيسة بالعالم.. تضرر 146 بيتًا قديمًا.. والجرائم مخالفة لاتفاقية لاهاى 1954"، يكشف فيه عدد المواقع التراثية التى تم استهدافها فى غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلى، وتاريخ كل منها بالصور.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة