حالة من الترقب والانتظار، تصيب العالم، بسبب ظهور مرض جدرى القرود خلال الأيام الماضية، وحذرت منظمة الصحة العالم من خلال وضع بعض الارشادات لتجنب الإصابة بالمرض، وفى إطار ذلك نرصد خلال السطور التالية قصة الطاعون الذي جعل الناس يرقصون حتى الموت.
تعود الحكاية إلى عام 1518، إذ شهدت مدينة "ستراسبورج" بفرنسا أحد أكثر الأحداث غرابة وفتكًا في أوروبا في العصور الوسطى وهو وباء الرقص.
بدأ كل شيء عندما خطت امرأة تدعى فراو تروفيا إلى الشوارع وبدأت في الرقص بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسرعان ما تحول هذا الفعل الذي يبدو غير مؤذٍ إلى أزمة على مستوى المدينة.
في غضون أيام، انضم إليها العشرات من الأشخاص، ورقصوا في الشوارع حتى الإرهاق، وانتشرت الظاهرة بسرعة، حيث وقع ما يصل إلى 400 شخص في قبضتها في النهاية.
بدأ كمشهد غريب سرعان ما أصبح مميتًا، مع تقارير عن ما يصل إلى 15 حالة وفاة يوميًا بسبب الإرهاق ومضاعفات أخرى.
وتم جلب الموسيقيين لمنع حركة الراقصات، لكن هذه الاستراتيجية جاءت بنتائج عكسية، حيث اجتذبت المزيد من الناس إلى الشوارع.
وفي نهاية المطاف، لجأت المدينة إلى الحلول الدينية، ونسبت الطاعون إلى لعنة، فنظمت حجًا جماعيًا إلى ضريح مخصص للقديس فيتوس، المعروف بقدرته على شفاء الأطراف المرتعشة.
وهناك، تم منح الأفراد المصابين أشياء مقدسة، وهو ما بدا أنه أنهى الحلقة الغريبة في النهاية، وفي حين تشير النظريات الحديثة إلى أن الهستيريا الجماعية هي السبب المحتمل، فإن الأصول الحقيقية لهذه الرقصة القاتلة تظل لغزًا.