العالم يشيد بالرئيس كصوت مستنير ضد التطرف.. تجديد الخطاب الدينى ينال اهتمام الإعلام الأمريكى المحافظ.. و"فايننشيال تايمز" تصفه بـ"مارتن لوثر العالم الإسلامى".. ودبلوماسى سابق بواشنطن:السيسى محارب شجاع

الجمعة، 16 يناير 2015 04:43 م
العالم يشيد بالرئيس كصوت مستنير ضد التطرف.. تجديد الخطاب الدينى ينال اهتمام الإعلام الأمريكى المحافظ.. و"فايننشيال تايمز" تصفه بـ"مارتن لوثر العالم الإسلامى".. ودبلوماسى سابق بواشنطن:السيسى محارب شجاع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أيام قليلة من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الصريحة، لشيوخ جامعة الأزهر فى الأول من الشهر الجارى، إلى تجديد الخطاب الدينى، وقيام ثورة دينية وأخلاقية، وقعت سلسلة من الهجمات الإرهابية، التى استهدفت العاصمة الفرنسية باريس، لتغير بين ليلة وضحايا بعضا من المواقف المتشددة التى يتخذها الإعلام الغربى تجاه الحكومة المصرية، منذ الإطاحة بالرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى.

فقبل أيام من الهجوم الإرهابى، الذى أسفر عن مقتل 12 صحفيًا من مجلة شارلى إبدو الفرنسية، على يد الشقيقين شريف وسعيد كواتشى، انتقاماً من نشر المجلة الفرنسية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، لم يلتفت الكثيرون إلى دعوة الرئيس السيسى واستراتيجية مكافحة الإرهاب من خلال مكافحة الفكر المتطرف وبعض التفسيرات المغلوطة للدين.

وكان السيسى قد أكد فى كلمة له بمناسبة المولد النبوى الشريف، أنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذى نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير فى الدنيا كلها"، مطالباً شيوخ الأزهر بإعادة قراءة هذه النصوص "بفكر مستنير".

لكن ربما كانت زيارة الرئيس للكاتدرائية المرقسية عشية عيد الميلاد، لتهنئة الأقباط بنفسه خلال قداس العيد، لفتة فارقة جذبت انتباه العالم حيال ما يرغب السيسى فى إرسائه، فالسيسى أول رئيس مصرى يحضر إلى قداس العيد، فضلا عن كلماته للأقباط مؤكدا المواطنة والهوية المصرية وليس الدين، بدا أنه يهدف لترسيخ فكر الاعتدال.

وما أن وقعت سلسلة الأحداث الإرهابية فى باريس والتى بدأت بالهجوم على شارلى إبدو يوم 7 يناير، تلاها مقتل شرطية فى حادث إطلاق نار ثم مقتل 6 رهائن احتجزهم المسلح المالى أميدى كوليبالى، فى متجر لبيع المنتجات اليهودية، انتبه العالم وخاصة الولايات المتحدة، إلى رسالة السيسى وجهوده فى مكافحة الإرهاب لتتزايد الإشادات والدعوات للتعلم من الرئيس الذى استطاع أن ينقذ بلاده من جحيم الفوضى والعنف عندما انتصر لرغبة الملايين الذين احتجوا ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، والتى يؤكد الكثيرون فى واشنطن أنها المنظمة الأم للتنظيمات الجهادية العنيفة.

السيسى مارتن لوثر العالم الإسلامى

ووصل إعجاب الكثيرين بدعوة وإستراتيجية السيسى فى مكافحة الإرهاب، إلى وصفه بـ"مارتن لوثر العالم الإسلامى"، بحسب صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، كما وصفه جون بولتون، السفير الأمريكى السابق لدى الأمم المتحدة، بالمحارب الشجاع، مشيدًا فى مقال له بصحيفة نيويورك ديلى نيوز، بشجاعة السيسى فى الحديث بقوة بشأن تجديد الخطاب الدينى.

وقالت صحيفة نيويورك بوست، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى ضرب أكثر من مثال صادق ليعكس الرغبة الحقيقة نحو إصلاح الخطاب الدينى، وتنقيته من التفسيرات والنصوص المتطرفة، مشيرة إلى أن فى أعقاب الهجوم على مقر صحيفة شارلى إبدو قام الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بنداء من أجل الوحدة وعدم الخلط بين هؤلاء الإرهابيين والمتعصبين والدين الإسلامى، لكن فى الوقت نفسه قدم الرئيس السيسى مثالا أكثر صدقا فى تأكيد هذه الرسالة.

فيما وصفت صحيفة واشنطن تايمز خطاب السيسى للسلطات الدينية فى جامعة الأزهر، بأنه تطور مذهل "يجب قراءته" ولابد من مشاركته ونشره، والذى بدأ فقط الآن يحصل على الاهتمام الشديد الذى يليق به، مشيرة إلى أن الرئيس المصرى بدأ يهاجم الأسباب الجذرية للصراع المستمر بين فصائل معينة فى الإسلام والعلمانيين المحبين للحرية، فى تحدٍ للرئيس الأمريكى باراك أوباما ومنتقدين شرسين آخرين.

ودعت الصحيفة الأمريكية المحافظة، إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما والعالم الغربى للتعلم من مصر كيفية هزيمة الإرهاب، مضيفة أنه إذا كانت أمريكا والحلفاء المتبقون جادين فى تحقيق تقدم فى مستنقع "الحرب على الإرهاب"، يجب فِهْم ما يدور فى عقل أعدائنا ومن ثم العمل مع الأصدقاء الأوفياء لهزيمة الأعداء المفزعين.

وقال دوجلاس فيث، المسئول الرفيع فى البنتاجون فى إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، إن السيسى تحدث عن أمر عميق وصحيح، مستدركا بالتساؤل عما سيقع هذا الخطاب على آذان صاغية.

وأضاف فيث، مهندس حرب بوش على الإرهاب، فى تصريحات صحفية، أن العديد من المسئولين حول العالم يخشون مواجهة التطرف بهذا الأسلوب حتى لا ينظر إليهم العالم الإسلامى على أنه هجوم على الإرهاب.

اهتمام من الإعلام الأمريكى المحافظ و"الليبرالى" يتجاهل دعوته

بينما لقيت كلمة السيسى اهتماما كبيرا بين وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة، لم تهتم تلك الليبرالية الرئيسية كثيرا بالخطاب، ربما يرجع هذا جزئيا إلى حساسية الليبراليين تجاه اتهامات الإسلاموفوبيا، لكن الأمر المؤكد أن وسائل الإعلام الليبرالية وعلى رأسها نيويورك تايمز وواشنطن بوست لا تزال تتخذ موقفا متشددا ضد حكومات ما بعد ثورة 30 يونيو 2013.

دعوة السيسى يجب أن يرافقها مناخ من الحرية

لكن الصحافة المحافظة فى الولايات المتحدة لم تغفل تأكيد الحريات، حيث أشارت نيويورك بوست إلى معضلة بين جهود السيسى على صعيد الإصلاح الدينى والدعوة للتسامح والتعددية الدينية وما يتعلق بخنق المعارضة، مشيرة إلى أن اختبار رسالته يتلخص فيما إذا كانت تلقى ثقة بين أولئك الذين يميلون لجماعة الإخوان المسلمين.

فيما أشارت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية إلى أن الرئيس السيسى بدا صوتا مستنيرا ضد التطرف، إذ أنه يبدو مؤمنا جادا بالفكر الدينى المعتدل، لكنها أشارت إلى أن تصرفات حكومته ساهمت فى تطرف الإسلاميين وتفاقم الشعور بالإيذاء، حسب زعمها.


موضوعات متعلقة..


بعد دعوة "السيسى".. 7 خطوات فى طريق "ثورة التصحيح الدينية".. توحيد نظام التعليم وتحجيم رجال الدين إعلاميًا وإعادة النظر فى التمييز بين المواطنين وكتب الأزهر وسيرة النبى وإشراك الثقافة والإعلام

فضيلة المفتى د. شوقى عبد الكريم علام يكتب: تجديد الخطاب الدينى واجب الوقت.. التجديد سنة من سنن الكون.. والاجتهاد ضرورة من ضرورات العصر التى لا غنى عنها

مصادر: الدعوة السلفية تجهز فعاليات لدعم دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى.. وتتواصل مع الأزهر لتنسيق الجهود.. وعادل نصر: ندعمها بما لا يخالف الثوابت.. ونعلم أن السيسى يريد الثورة على الأفكار المنحرفة









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة