"حلمت ببيع التمثال مند أكثر من عامين، بعد أن أجّرت قاعة أفراح فى الحديقة، وكنت أشاهد التمثال يوميًا وألتقط الصور التذكارية معه، على وعد بتحقيق حلم الثراء من خلال بيعه لأحد تجار الآثار، والحصول على مبالغ طائلة منه، ولكن الخبر اتنشر بسرعة وخفنا من المباحث تقبض علينا، ولم نستطع التصرف فيه.." كانت هذه اعترافات المتهم الرئيسى بسرقة تمثال أنطونيادس الذى تم العثور عليه ملقى داخل مقلب قمامة فى منطقة الموقف الجديد.
البداية عندما كانت هناك علاقة صداقة تربط بين صاحب كافيتريا وكاتب بمعهد البحوث الطبية، واستأجر إحدى قاعات الأفراح من داخل الحديقة منذ عامين، حيث كان يشاهد التمثال طوال تلك الفترة، ويعتقد أثريته، ونظرًا لطمعه وحاجته إلى المال والثراء السريع، قام بالتخطيط لسرقة التمثال.
ويقول المتهم الأول "سعيد.ج": "بمجرد ما بلغت صديقى الذى يعمل كاتبا فى المعهد، برغبتى فى سرقة التمثال، وبيعه والحصول على مبالغ مالية مقابله، رحب بالفكرة وبدأنا فى التخطيط لها، مع باقى المتهمين الذين انضموا إلينا وعرضوا المساعدة مقابل حصة من المكسب المالى بعد بيع التمثال".
وأكمل سعيد: "ساعدنى حسن بحكم خبرته فى العمل بالمكان، على اختيار الوقت المناسب للبدء فى تنفيذ الخطة، وسرقة التمثال دون أن يرصدنا أحد أو تصورنا أية كاميرات للمراقبة، وصعدت من على سور الحديقة المنخفض والمقابل لقنال المحمودية، وقام باقى المتهمين باستقلال سيارة أجرة والتوجه بها إلى الحديقة".
وأكمل المتهم اعترافاته قائلًا: "بعد دخولى قام 4 آخرين بتسلق سور الحديقة وحملوا التمثال ورفعوه من فوق السور المنخفض إلى الخارج، حيث كان ينتظرهم باقى المجموعة الذين تمثل دورهم فى مراقبة الطريق، وساعدوا فى نقل التمثال الى داخل السيارة".
وأضاف سعيد: "توجهنا إلى مكان سكن أحد المتهمين معنا فى القضية لقربه من المكان، وأخفينا التمثال لديه بأحد المحلات المملوكة لديه أسفل العقار الساكن فيه، حتى لا تواجهنا أى كمائن أمنية بالطريق".
واختتم سعيد اعترافاته قائلًا: "انتظرنا التوقيت المناسب، حتى نستقطب أحد المتعاملين فى تجارة الآثار وبيعه التمثال، إلا أننا اكتشفنا تداول الخبر سريعًا فى الجرائد، وقيام مباحث الإسكندرية بالبحث عن سارقيه فخفنا وقررنا التخلص منه وإلقائه فى مقلب القمامة المجاور للموقف الجديد".
وكانت مباحث مديرية أمن الإسكندرية، برئاسة اللواء شريف عبد الحميد، ألقت القبض على مرتكبى واقعة سرقة تمثال "أنطونيادس" والذى تمت سرقته مند 18 يوما من داخل الحديقة، وعثر عليه داخل مقلب قمامة فى منطقة الموقف الجديد.
وكشفت تحقيقات المباحث قيام 9 متهمين، بينهم كاتب بمعهد البحوث الطبية، وأمين مخزن بكلية العلوم، بسرقته لاعتقادهم بأثريته .
وكان اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، تلقى بلاغا من مدير الشئون القانونية بمركز البحوث الزراعية "التابع لوزارة الزراعة" يفيد باكتشافه سرقة تمثال من الرخام على شكل طفله طوله 120 سم "غير أثرى" من داخل حدائق أنطونيادس.
وتوصلت جهود البحث إلى تحديد مرتكبى حادث سرقة التمثال، وهم كل من "سعيد.ج" 39 سنة، صاحب كافتيريا مقيم بشارع دنا العمومى بدائرة قسم شرطة الرمل، والسابق اتهامه فى القضية جنايات المنتزه "مخدرات"، و"حسن.ف" 41 سنة، كاتب بمعهد البحوث الطبية مقيم بمنطقة الحضرة الجديدة بقسم شرطة باب شرقى السابق اتهامه فى القضية جنح المنتزه "سرقة متنوعة"، و"محمد.ج" 34 سنة عاطل، مقيم شارع دنا العمومى دائرة قسم شرطة الرمل، والسابق اتهامه فى 5 قضايا"، و"أيمن.ف" 46 سنة سائق، مقيم شارع الزهور بدائرة قسم شرطة باب شرقى.
واشترك فى واقعة سرقة التمثال آخرون هم "محمود.أ" 42 سنة، أمين مخزن بكلية العلوم، مقيم بشارع عبد الغفار بوالينو، دائرة قسم شرطة محرم بك، و"محمد.ع" 33 سنة، حلاق، مقيم شارع عزبة الخولى بدائرة قسم شرطة سيدى جابر السابق اتهامه فى قضيتين، و"رزق. م" 31 سنة، مكوجى، مقيم الرابعة الناصرية دائرة قسم شرطة ثان الرمل، السابق اتهامه فى 6 قضايا، والصادر ضده عدة أحكام غيابية بالسجن، و"سمير.م" – 40 سنة مقيم شارع 16 بمنطقة الفلكى، دائرة قسم شرطة ثالث المنتزه، هارب، و"على.ر" 32 سنة، سائق، مقيم المحروسة الجديدة دائرة قسم شرطة الرمل، والمحكوم عليه فى قضية تبديد بالحبس غيابيا لمدة شهر وكفالة 50 جنيها.
وتمكنت المباحث من ضبط جميع المتهمين، عدا السابع والثامن - فى الأكمنة المعدة لكل منهم بالقرب من محال إقامتهم والأماكن التى أشارت التحريات بترددهم عليها بالتنسيق ووحدات البحث الجنائى بالأقسام المختصة مكانيا بدائرة المدينة.
وتحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة سيدى جابر، وجار العرض على النيابة العامة للتحقيق، وتكثيف الإجراءات لضبط المتهمين الهاربين.
المتهمون بسرقة تمثال أنطونيادس
