"كل ما أردته هو أن أكتب لأمى لأقول لها إنى أشهد هذا التطهير العرقى المزمن وخائفة جداً، وأراجع معتقداتى الأساسية عن الطبيعة الإنسانية الخيّرة، هذا يجب أن يتوقف، أرى أنها فكرة جيدة أن نترك كل شىء ونكرّس حياتنا لجعل هذا يتوقف" أشعر بالرعب وعدم التصديق" .. إنها راشيل كورى، المناضلة الأميركية، التى جاءت من مدينة أوليمبيا فى واشنطن ضمن مجموعة التضامن العالمى مع شعب فلسطين لتقف بجانب أناس معذبين لم تكن لها أى صلة بهم من قبل.
فى يوم 16 مارس عام 2003 وقفت راشيل كورى فى وجه جرافة إسرائيلية تحاول هدم منزل فلسطينى فى رفح جنوب قطاع غزة فى محاولة منها لوقف هدم المنزل لكن الجرافة الإسرائيلية لم تتوقف ودهستها .
ولدت راشيل كورى فى قرية أوليمبيا فى مدينة واشنطن، كانت تعيش مع والديها والتحقت بجامعة افييرا جرين، و كانت تكتب الشعر و تحلم أن تصبح شاعرة، ولها كتابات عن الحب والسلام.
فى بداية عام 2003 انضمت راشيل كناشطة فى حركة التضامن العالمى المكونة من شبان أمريكيين وبريطانيين وكنديين، يذهبون إلى المناطق المهددة بالهدم لمحاولة منع ذلك، وذهبت راشيل مع أصدقائها إلى غزة لمحاولة منع هدم المنازل الفلسطينية.
كانت تعيش مع أسرة طبيب فلسطينى فى بيت بسيط مكون من غرفتين متهدم من جراء القصف فكانت تنام الأسرة كلها فى غرفة واحدة تفترش فيها راشيل الأرض لتنام بجانب احدى بنات العائلة .
فى يوم 16 مارس قبيل الغروب فى مخيم رفح للاجئين توجه بلدوزر إسرائيلى إلى أحد المنازل لهدمه فتوجهت راشيل مع أصدقائها فى محاولة لمنع الهدم ونجحت فعلا فى تعطيل الهدم لمدة ساعتين.
كانت تقف أما البلدوز وهى تمسك مكبر صوت تهتف فيه متوقعة أن السائق سوف يقف لكنه لم يفعل فتسلقت الجرافة، لكن السائق حملها بالجرافة الممتلئة بالتراب و قلبها على الأرض ثم تقدم إلى الأمام ليمشى على جسدها مرتين، بعد ذلك حملها أصدقاؤها إلى المستشفى ولكنها كانت مهشمة الجمجمة والأضلاع فلم تنجُ.
راشيل كورى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة