مشكلة كبيرة خلفتها أزمة كورونا، متعلقة بالأطفال أقل من 12 عاما أو الذين لا يعتمدون على أنفسهم، ويحتاجون إلى رعاية أسرية دائمة، فهذه الفئة تحتاج إلى دعم مستمر، خاصة أن قرار رئيس مجلس الوزراء الصادر فى شهر مارس الماضى مع بداية أزمة الفيروس المستجد شمل 5 فئات تحصل على إجازة استثنائية من العمل، وهم أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر، الضغط، أمراض الكلى، أمراض الكبد، أمراض القلب، الأورام، وكذلك المخالطين لمصاب بالفيروس، و الحامل أو السيدة التى ترعى طفلًا أو أكثر تقل أعمارهم عن 12 سنة، وقد كان هذا القرار منصفا وعادلا ويخدم أهداف الدولة فى الحفاظ على المواطنين بالإضافة إلى تحجيم انتشار العدوى.
وفى الوقت الذى ننتظر فيه عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، لم نعرف مصير عودة الحضانات مرة أخرى، خاصة أن الأماكن المخصصة لرعاية الأطفال أقل من سن 12 عاما مازالت أبوابها مغلقة، ولم تخبرنا الحكومة والجهات المسئولة إن كانت هذه الأماكن ستفتح أبوابها فى القريب العاجل، أم أنه مستبعد أن تعود لنشاطها مرة أخرى خلال القريب العاجل، وماذا يمكن أن تقدمه الدولة للمرأة العاملة حال استمرار غلق الحضانات، فهذه مشكلة تؤرق ملايين الأسر المصرية.
أتصور أن الحكومة عليها أن تفكر خلال الأيام المقبلة عن آليات للعمل من المنزل للفئات المستثناة بقرار رئيس الوزراء، فكل المؤشرات المستقبلية تقودنا إلى أن الفيروس مستمر فى نشاطه خلال الفترة المقبلة، ولن تكون هناك علاجات ناجحة أو أمصال قبل 6 أشهر على الأقل، بما يؤكد أن "العمل من المنزل" والتواصل الإلكترونى، بات أمرا ضروريا خلال المرحلة الراهنة، ويجب أن تكون هناك خطة تشرف عليها الحكومة مرتبطة به وتشرح آلياته، دون أن نضع الموظفة العاملة أمام خيار "العمل أم الأبناء"، فهذه الأزمة كما ذكرت سابقا إنسانية بامتياز، تختبر إنسانيتنا قبل اختبار قدرتنا على ابتكار الحلول أو توفير الأدوية والأمصال اللازمة للمرض.
يجب أن تحدد وزيرة التضامن الاجتماعى خريطة واضحة وضوابط عمل لحضانات الأطفال خلال الفترة المقبلة، وهل ستعمل فى القريب العاجل أم لا؟، وإذا عادت مرة أخرى كيف سيتم الحفاظ على التباعد الجسدى؟، وما الإجراءات التى سيتم تطبيقها لحماية الأطفال؟، خاصة أن الأمهات العاملات يتركن أبنائهن يوم كامل تقريبا من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، فالطفل يأكل ويشرب ويمارس الأنشطة داخل الحضانة، لذلك علينا أن نعرف جيدا كيف سيتم تنظيم العمل وتدريب المشرفين.
التخوف الكبير أن تظهر بقوة حضانات بير السلم أو فكرة أن بعض الجارات فى كل مسكن أو عمارة يخصصن غرفة لاستقبال الأطفال دون إشراف أو متابعة أو ترخيص، ليتحول الأمر إلى بيئة حاضنة للعدوى وتساهم فى انتشار الفيروس لفلذات أكبادنا بصورة غير مسبوقة، لذلك علينا أن ننتبه للأمر جيدا ونخلق حلولا عملية لهذه المشكلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة