حكايات من غزة تتناول اليوم قصة المصور الفلسطينى حاتم عمر الذى يبلغ من العمر 43 عاما ويعمل مصورا لدى وكالة أنباء الصين، الزميل حاتم لديه خبرة 23 عاما فى العمل الصحفى، واصفا العدوان الإسرائيلى الحالى على غزة بأنه الأشرس على الإطلاق خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه شاهدا على كافة الحروب التى شنتها إسرائيل على غزة وتبقى المواجهة الأخيرة هى الأشرس.
وتحدث الزميل المصور الفلسطينى عن إنقاذه لأرواح وعلاج لمصابين داخل أروقة المستشفيات الفلسطينية، مؤكدا أن الحرب التى تجرى حاليا هى الأشرس حيث لم تمر عليه حرب شرسة مثلها على مدار أكثر من 20 عاما، موضحا أنه مع دخول الفصائل الفلسطينية غلاف غزة شرقا كان أحد المتواجدين على تخوم المنطقة ليصور ويسجل ويوثق ما يجري.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة لأكثر من 8300 شهيد بينهم أكثر من 3 آلاف طفل وإصابة أكثر من 21 ألف آخرين.
وتحدث المصور الفلسطينى عن الأمور الصعبة التى تواجه الصحفيين والإعلاميين منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى قائلا: منذ اليوم الأول للعدوان ونحن على رأس عملنا ولم نلتقى مع أحبابنا وأسرنا وذوينا.. لم نجلس لم نتسامر ولم نكن نعلم أن ذلك سيحدث.
ووصف المصور الفلسطينى ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلى بالمجازر التى لا مثيل لها فى فى غزة، مضيفا: "ألم وصراخ وعويل وأنين وبكاء فى كل منزل.. الوضع قاس جدا وصعب ونحن جزء من هذا الشعب الذى نتألم لألمه".
ويروى المصور الفلسطينى أحد أصعب المواقف التى واجهته خلال تغطية العدوان على غزة قائلا: فى اليوم الثالث عشر على العدوان وعلى تمام الرابعة فجرا.. اتصلت زوجتى وأبنائى ونقلوا لى رسالة بأن المنزل الملاصق لمنزلنا تم قصفه علما أنى أقوم بدورى فى المستشفى باستقبال مصابين وشهداء وعجزت وقتها عن التفكير وقولت فى نفسى ماذا افعل ؟.. الوضع فى الليل يكون كارثيا لأنك تكون معرض للخطر وبذلك لا تستطع التحرك.. ضمدت جرحى ومسحت عينى وذهبت إلى المنزل المقصوف لأجد أبنائى ما بين الركام والدخان والغبار.. الجو قارس على تمام الساعة 4 فجرا وجميع أفراد أسرتى وعائلتى تضرروا حيث أدى قصف المنزل المجاور لنا لاستشهاد شقيق زوجتى وزوجته وابنته وأصيب أكثر من 30 آخرين كانوا يحتمون بالمنزل.
ويتابع بالقول: "من الصعب جدا أن تغطى حدث وتكون أنت هذا الحدث.. تخيل أنى لم استطع الوقوف على قدماى وضغطت على جرحى وذهبت لأجد الأبناء الأعزاء ما بين الحطام والركام وانتشلهم واحدا تلو الآخر وتوجهم بهم للمستشفى وهذا حدث صعب وصعب جدا.. الأصعب اننا بخير.. الأصعب أن تصحوا مبكرا وتجد عشرات الشهداء ملقون على الأرض ولم تعد تسعهم المستشفيات أو ثلاجات الموتى وهم ملقون على الأرض".
وتابع المصور الفلسطينى فى حديثه عما يجرى داخل غزة: نحن جزء من هذا الشعب ننقل اخباره وينقلون اخبارنا نتحسس عتبات الفقراء والمساكين لنجد أنفسنا نحن الحدث.. الموضوع قاس فى أنك تذهب فى جنازة لتغطيتها لتجد نفسك بين المقابر غير الجاهزة لاستقبال الموتى والشهداء غير جاهزة بالمرة.. تجد نفسك بين هؤلاء الشهداء تحفر لهم مكان يليق بكرامتهم تنزلهم فى القبور ليواروا الثرى.
وعن عمله كمصور فلسطينى يوثق ما يحدث فى غزة من مجازر وإبادة: المشاهد صعبة جدا حتى أن أكثر من ثلاثة أرباع الصور التى تلتقط لا تصلح للنشر.. أرسل الصور لمؤسستى التى أعمل بها وتفاجئوا بحجم الجريمة والمأساة.. نحن مع عدو مجرم.. نتمنى تحرير بلادنا وأن تعود خضراء بعد القصف الإسرائيلى العنيف.
ويضيف المصور الفلسطيني: "إلى ما سبق يأتى شهداء دون أهل لهم لتجد نفسك تضع الكاميرا جانبا وتواسيهم وتمسح الغبار عن وجوههم.. تضمد أماكن الجراح فيهم حتى يأتى ذويهم ويستلموهم.. أصعب ما فى الحدث أن يأتى طفل صغير أو امرأة عجوز دون أى راعى لها وتجد نفسك الراعى لهم والحنون والأب والاخ والجار.. هذا جزء لا يتجزأ من العمل الصحفى الإنساني".
الزميل حاتم عمر
المصور الفلسطيني حاتم عمر
المصور الفلسطيني في غزة حاتم عمر
المصور حاتم عمر من غزة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة