أحمد إبراهيم الشريف

الدكتور محمد عبد المطلب والسياق

الأربعاء، 01 فبراير 2023 09:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عن نفسى أعد الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب، امتدادًا لجيل النقاد الكبار بتكوينه الثقافى ومنتجه العلمى الرصين والمؤثر، فهو ناقد كبير فعلا، لا مجاملة فى ذلك، له كتبه المرجعية وله تلاميذه الكثر فى كل أنحاء العالم العربى بصورة مباشرة وغير مباشرة، يمكن القول إنه "ناقد مدرسة"، وأنا أراه امتدادا لسلسلة من النقاد الكبار الذين انشغلوا بالتجديد والتأصيل، وبالفعل هو يملك مشروعا ويحمل رؤية، وعندما يستضيفه معرض القاهرة الدولى للكتاب فى لقاء فكرى فإن ذلك يحسب للمعرض.

وبالفعل استضاف المعرض أمس الدكتور محمد عبد المطلب، وكنت ممن شهدوا الندوة، وقد تحدث الناقد الكبير بلغة جميلة وأفكار منظمة منسقة، وأحسن الدكتور شوكت المصرى فى إدارة الحوار، ثم جاء دور الجمهور فى الكلام، وتحدث أساتذة كبار عن فضل الدكتور عبد المطلب وقيمته، وهو كلام حق، لكن الشاعر أحمد سويلم، وهو صديق مقرب للدكتور محمد، باعترافهما فى الندوة، سأل سؤالا يعرف إجابته - قال أنا أعرف إجابته، لكن أحب أن يقول الدكتور محمد ذلك أمام الجميع - كان السؤال عن المجاملة فى الرسائل العلمية، ولأن الدكتور محمد رجل متسق مع نفسه أجاب دون مجاملة بأن المجاملات تحدث أحيانا ووصف نفسه بالمجامل.

من الطبيعى جدا أن تنشر المواقع الإخبارية ذلك خاصة أنها نشرت الندوة كلها، ومن الطبيعى أن تسلط الضوء على هذه اللقطة، وقد غضب بعض تلاميذ الدكتور محمد، وقالوا إن الأمر تم اجتزاؤه وأنه اقتطع من سياقه، لكن الحقيقة أن الأمر جاء فى سياقه تماما، ولم يحدث أى اجتزاء.

فمن حيث الشكل فإن السؤال كان منفصلا تماما عن بقية الندوة، كان سؤالا مباشرا على هامش الندوة، وإجابة الدكتور محمد كانت إجابة مباشرة تحسب له ولشجاعته، أى أن هناك ندوة وسؤالا وجوابا، كما أن إشارة الأستاذ أحمد سويلم بأنه يعرف الإجابة دليل قوى على أن هذا رأى الدكتور محمد وأنه رأى معروف، وبالتالى تحقق السياق الشكلى.

أما سياق المعنى، فقد تحقق أيضا، فالدكتور محمد عبد المطلب أشار أكثر من مرة فى الندوة إلى أن البحث الأكاديمى ليس بخير، وقال صراحة إن بعض الباحثين لا يقدمون أبحاثا للترقى ويكتفون بدرجة الدكتوراه، وتحدث عن السرقات النقدية، وهاجم نظام الجامعة فى قياس الاقتباسات فى الرسائل العلمية، وبالتالى فالمجاملة إن حدثت فهذا أمر طبيعى فى هذا السياق.

أما السياق العام الذى يشكل شخصية محمد عبد المطلب، فالزملاء الصحفيون ليسوا ملزمين به، أما أنا فأفهمه جيدا، وتلاميذ الدكتور محمد يفهمونه أيضا، لذا غضبوا، هذا السياق العام يتعلق بشخصية محمد عبد المطلب، فهو عالم كبير وبالطبع لا يجامل بمعنى أنه يمنح الناس درجات لا يستحقونها، لكن الأمر مراده أن فى ذهن محمد عبد المطلب تصورا عاما لمستوى الرسائل العلمية ومستوى نضج الباحث وفكره، وفى أحيان كثيرة لا يجد ذلك بالدرجة الكافية فى الرسائل التى تقدم إليه، لكنه بالطبع يجد الحد الأدنى من البحث فيجيزه، وأنا شرفت بأننى استمعت للدكتور محمد عبد المطلب مناقشا ومشرفا، وللأمانة عندما يكون مناقشا فإنه يقدم محاضرة قيمة يستفيد منها الباحث والحاضرون، وإن كان مشرفا فلم أره أبدا يؤثر على لجنة أو يدافع عن خطأ.

إن كلام الدكتور محمد عبد المطلب يدعونا للتفكير ولا يدعونا للغضب منه أو من الذين نشروا كلامه ونقلوه فهذا عملهم، وليس من حقهم التأويل، لكن من حقنا أن نغضب من السياق العام فى الجامعات التى سمحت بأن يكون هذا حال بعض الباحثين، وبالمجاملة أن تتجاوز الحد الأدنى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة