يعد معرض القاهرة الدولى للكتاب 2023، والمقام حاليا فى مركز مصر للمعارض الدولية فى التجمع الخامس، والممتد حتى 6 فبراير، مهرجانا ثقافيا كبيرا، يقصده القاصى والدانى بحثا عن اقتناء الكتاب وقضاء يوم طيب، ولنا الحق فى الاحتفاء به ومتابعته، لأنه يكشف لنا أشياء كثيرة، سنتوقف عند بعضها.
لا تصدق إن قال لك أحدهم أننا لا نعرف قيمة آبائنا، فإن زيارة قصيرة إلى جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة تجد إقبالا منقطع النظير على كتب طه حسين التى تقدمها الهيئة هذه الدورة، هذا الإقبال يدل على رغبة الأجيال الجديدة فى التعرف على تراث الآباء والتواصل معهم، ويثبت أننا حلقة متصلة من العقل والوعي، وبالطبع تفيد أن الذين يعملون على مشروعهم بجد ووعى وإخلاص مثل الدكتور طه حسين فإنهم خالدون، وللعلم فإن ذلك يتوفر مع شخصيات أخرى كثيرة في المعرض.
إن زيارة إلى أجنحة الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومى للترجمة، وغيرها من الأجنحة الحكومية كافية أن يقتنى الإنسان العديد من الكتب المهمة والمفيدة أيضا وبتكلفة مقبولة جدا وغير مرهقة.
كما أن زيارة قصيرة لمكتبة الأسرة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب تقول لنا ليت هذا المشروع يعود لسابق عهده، وأن يلقى من الدعم ما يستحق، فالمشروع لا يزال يحظى بأهمية ولا يزال يقدم لنا "كنوزا" وأتمنى أن يعود مشروعا قوميا.
ليست المؤسسات الحكومية فقط فدور النشر الخاصة أيضا عليها إقبال ولعل هذا ما كنا نخشاه قبل المعرض لكن الله سلم، والكثير من دور النشر تقدم تخفيضات مهمة فى المعرض، وهى تخفيضات ملحوظة، وذلك بما يكشف رغبة الجميع فى اكتمال دائرة الكاتب والناشر والقارئ.
أما الندوات الثقافية والفكرية فمعقولة، وبالطبع كان يمكن أن تكون أفضل من ذلك، لكن الندوات الفنية "قليلة" ولا أعرف لماذا لا يحب فنانو مصر أن يأتوا إلى معرض الكتاب والمشاركة فى فعالياته، أعرف أن إدارة المعرض مهتمة فهل يعتذر الفنانون عن حضور أكبر مشهد ثقافي في مصر؟
أما الأطفال فلهم كل ما يريدون فى المعرض، فجناح الطفل حافل بالجمال والتواصل، لذا فإن أطفالنا يستحقون أن يقضوا يوما فى المعرض.
لا يزال أمام المعرض أيام وأتمنى من الأسر المصرية أن تذهب إلى المعرض وأن تقضى يوما طيبا.