فى أعقاب الجدل الذى أثاره الفرنسى كارتيرون بالتشكيلة التى خاض بها الزمالك مباراة طنطا وشهدت تواجد 10 لاعبين من البدلاء جملة واحدة، وكان أوباما فقط هو الوحيد من المجموعة الأساسية المعتادة، أطلق مساعده سامى الشيشينى تصريحا متماشيا مع طبيعة ما حدث، ويؤكد أن هناك شيئا ما يدور فى كواليس ميت عقبة.
الشيشينى قال إن الزمالك سيعتمد المرحلة المقبلة على الناشئين، وكارتيرون أشرك البدلاء، بناء عليه تكون المجموعة الأساسية هم الحلقة المفقودة على مسرح أحداث الفريق الأبيض.. فهل ما حدث لم يكن محض الصدفة؟ وأن إبعادهم عن مباراة طنطا ليس الدافع الأساسى فيه الراحة وإنما الترتيب لشىء ما جار تجهيزه مستقبلا بإقصاء النجوم وتكوين تشكيلة جديدة تكون فرس الرهان الجديد.
التفكير من هذه الزاوية ليس من فراغ أو خيال، لكنه تحليل واقعى للأحداث التى خالفت الواقع.. ما فعله كارتيرون ليس له أى صلة بالمنطق الكروى، إذ لا يوجد فى قوانين ومفاهيم كرة القدم ما يدفع أى مدرب لتغيير تشكيله بالكامل مهما كانت مبررات تصرفه، ما فعله المدرب الفرنسى ليس أى علاقة بأفكار فنية، وإنما جنون كان من الممكن أن يعصف بالزمالك لولا القدر الذى كان رحيما بجماهيره ومنحه فوزا بشق الأنفس فى الدقائق الأخيرة.. والمثير أنه جاء بأقدام لاعب من الأساسيين ـ زيزو - الذى نزل بديلا، ليبقى السؤال الأهم هل ما حدث ليس قرارا من كارتيرون وحده وإنما بتوافق مع الإدارة فى سياسة جديدة هناك نية ورغبة لتكون هى السائدة.
وإذا ما تحدثنا عن الأمر من الناحية الفنية باعتباره كذلك بحسب ما أعلنه كارتيرون، هنا يضع المدرب نفسه فى دائرة الاتهامات نظرا للمستوى السيئ الذى ظهر عليه أغلب اللاعبين الذين اعتمد عليهم، فى مقدمتهم محمد حسن، عبد الله جمعة، محمد عبد السلام، محمد عبد الغنى، بامبو وغيرهم، فضلا عن الحالة البدنية الضعيفة التى ظهروا عليها، وهو ما بدا من الوزن الزائد لأغلبهم.. وإذا ما كنت كمدرب تنوى الاعتماد على هؤلاء اللاعبين كان واجبا عليك تجهيزهم بالشكل اللائق لتمثيل الزمالك.. ولا الأمر بالنسبة لك كان مفاجئا.
* فى المقابل باتت تجارب فايلر فى الأهلى تمثل علامات استفهام كبيرة، وتواصلها فى كل المباريات دون استثناء وأمام أى منافس، يكشف أن الأمر ليس له نهاية، ويعيبه عدم وجود مبررات ترجح تلك الطريقة التى يدير بها الخواجة السويسرى الفريق الأحمر.
هذا مع الوضع فى الاعتبار أن الأهلى يواصل الانتصارات وحقق الفوز العاشر له فى الدورى أمام نادى مصر، وتستمر العلامة الكاملة التى ساعدته على التحليق فى الصدارة وتوسيع الفارق مع منافسيه.. هذا ما يروق للأهلى وجماهيره، لكنى اعتبره بمثابة النظر تحت الأقدام؟
الأهلى دائما قبل فايلر ومن بعده، وانتصاراته تملأ العين والأبصار ولن تتوقف، لقوة الفريق من ناحية ومن أخرى ضعف المنافسين إلا ما رحم ربى.. لكن هناك أمورا غائبة لا تقل عن أهمية الانتصارات.. والضرورة تتوجب أن تكون هذه الأمور موازية للانتصارات حتى لا يخرج الإطار عن الصورة.
ما شاهدناه من فايلر يتجاوز أساسا فكرة التجارب المرفوضة، بل ممكن أن يصل إلى ما نسميه اختراعات!.
وإذا ما كان يرى البعض أن ما يفعله فايلر هو روتيشن فالمسمى والتوصيف هنا خاطئ، الروتيشن الذى تعرفه كرة القدم هو تبادل المشاركة بين اللاعبين وليس تبادل المراكز بينهم بصرف النظر عن قدراتهم فى مهامها!.
* كيف يتم تفريغ وسط الملعب من أهم عناصره ديانج باستبداله، حتى ولو كان الهدف اراحته فى ظل المجهود الكبير الذى يؤدى به فى المباريات الأخيرة فضلا عن ضمان الفوز.. هذا ليس مقبولا أمامه أن تمنح المنافس الفرصة بتفكيك منطقة المناورات إزاء تركيز أفشة والسولية على المهام الهجومية، ليبقى مرمى الشناوى تحت التهديد فى الجزء الأخير من المباراة، وحتى عند علاجه الأمر ارتكب خطأ بنزول محمود متولى المدافع ليلعب فى غير مركزه بديلا لأفشة والطبيعى أن يظهر مشتتا كما رأينا.
* كهربا كلاعب جديد على الفريق ودار حوله الكثير من الجدل، مفترض عندما يشارك لأول مرة يكون ذلك بارتياحيه له حتى يستطيع إظهار إمكانياته ويحصل على الثقة المطلوبة، بدلا من الضغط والتوتر الذى تصدر له باللعب فى مركز لا يعكس قدراته.. ولتكن القلاقل التى يعيشها الأهلى فى كل مباراة جرس إنذار لفايلر، إلا إذا ما كان يرى ذلك هو الصح من وجهة نظره وعليه يتحمل هو بمفرده ما قد يحدث بتوالى المباريات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة