الأزمة لم تكن في الأداء الذي ظهر دون المستوى اللائق.. ولا في الهزيمة المتوقعة كون ذلك طبيعيا باعتبارك تواجه بطل أوروبا.. المشكلة الأهم أمام بايرن ميونخ كانت في غياب شخصية الأهلى.
الأهلى معتاد منه ومن لاعبيه على الدوام، إظهار على شخصيته أمام المنافس مهما كانت قدراته، على أن يبقى الفوز من عدمه قائما على عامل التوفيق وظروف كل مباراة، إلا أن ما حدث أمام بايرن ميونخ يكشف عن أن الأهلى يحتاج الفترة المقبلة إعادة رسم شخصيته من جديد.
الأهلى أمام بايرن ميونخ لم يكن مطالبا بالفوز ولا يجرؤ شخصا من كان أن يطالب بذلك.. كلها كانت مجرد أمنيات وأحلام وحماس مشجعين، عندما فرض البعض إمكانية فوز الأهلى على بطل أوروبا .. ولكن في الواقع الجميع كان يمنى النفس ألا تكون الخسارة كبيرة، وبعدما جاءت كذلك هدأت النفوس ولكن ساورها القلق على مستقبل الأهلى خاصة في المحافل العالمية الكبرى.
سوء مستوى الأهلى أمام بايرن ميونخ كان السبب الأكبر فيه هو شخصية اللاعبين التي ظهر عليها القلق والرهبة منذ لحظة انطلاق اللقاء، ما أدى إلى ما رأيناه من سوء مستوى لدرجة أن وصل الأمر إلى الخطأ في تمرير الكرة والارتداد من الدفاع إلى الهجوم والعكس.. وكأنهم يشعرون بالعجز والخوف من رؤية العملاق مانويل نوير حارس البافارى.. وهذا وضع لم يكن من المألوف أن نرى الأهلى ولاعبيه فيه من قبل.. إذ كانت (الجرينتا) الشجاعة والقتال صفة من صفات الفريق الأحمر على مدار الأجيال المتعاقبة عبر تاريخه المديد.
الأهلى بات مطالبا بالدفاع عن شخصيته أمام بالميراس البرازيلي يوم الخميس في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث في كأس العالم للأندية، ولعل الفوز بالميدالية البرونزية يمنح الجيل الحالي في الأهلى صك البراءة من تهمة ضعف الشخصية والجٌبن الكروى ويكون بداية لمستقبل مشرق ينتظره الملايين من محبى ومشجعى القلعة الحمراء ولنعتبر مباراة بايرن ميونخ أزمة عابرة لها ظروفها، وحال حدوث العكس وتلقى خسارة جديدة يبقى الأهلى أمام ضرورة تغيير القماشة والاحتياج لنوعية مختلفة من اللاعبين تصحح المسار وتحافظ على البقية الباقية من شخصيته بالتخلص من الروح الإنهزامية بدلا من تفشيها داخل الصفوف ويتطور الوضع إلى ما هو أسوأ من ذلك فيما بعد.