عجيب أمر الحكومة بشأن التعاون مع إسرائيل وعجيب كذلك غياب الإعلام المصرى عن رصد هذا التعاون أولا بأول حتى أصبحت وسائل الإعلام الإسرائيلية هى المرجع الأساسى والوحيد فى هذا الأمر.
على مدى خمسة أسابيع نشرت «اليوم السابع» حلقات من شهادات المفكر الإسلامى «جمال البنا» وتعد هذه «الأسرار» وثيقة تاريخية مهمة، يبحر البنا خلالها فى عالمه ومجتمعه، شاهدا على العصور التى عاشها ومبينا انتقالاتها وانحرافاتها، ولأهمية هذه الوثيقة تهافتت على نشرها دور النشر الكبرى.
إذا قالَ لك أحدُهم رأيًا فى مصرَ، فعليكَ أن تسألَه: أىُّ مصرَ تقصدُ؟ وهنا لديكَ مستويان من السؤال: رأسىٌّ وأفقىّ. الرأسىُّ هو الزمن. أىْ العصور والحِقَب التى مرّتْ بها مصرُ؛ فعن أىِّ مصرَ يتحدثُ محاوِرُك؟ أمصرُ الفرعونيةُ العظيمةُ؟ أمْ الفارسيةُ بعدما سقطت فى يد قمبيز؟ أمْ اليونانيةُ بعد أن دخلها الإسكندرُ المقدونىّ ثم حكمها البطالمة؟ أم الرومانية؟ أم البيزنطية؟
فى مصر، على أحد أرصفة القاهرة المزدحمة، كنت أمُرّ مسرعةً. كما تعلم وربما تختبر يومياً، يجعلك التلوث الجوى والبصرى والسمعى وأحياناً الأخلاقى إما مشوشاً أو حاضراً مُغَيباً فلا تكاد تسمع ضوضاء السيارات المختلطة بأصوات المارة والباعة، ولا تشم رائحة العادم والمياه السائلة خارج المحال بعد غسيلها، ولا تشعر بارتباك الحركة العشوائية.
بدأ يتسرب إلى الوعى الجمعى فى إسرائيل وفى الغرب اعتقاد يقلب معادلة القوة رأساً على عقب، خاصة فى الذهنية اليهودية. يعتمد هذا الاعتقاد على قصة انتصرت فيها قلة ضعيفة خرج منها راعى غنم فى سن المراهقة على جيش جرار مدجج بأحدث الأسلحة يقوده عملاق يقترب طوله فى بعض الروايات من ثلاثة أمتار.
أتذكر أنه حينما كان الصراع الداخلى فى لبنان على أشده قبل عامين، كان أكثر ما لفت انتباه المراقبين المهتمين بالشأن اللبنانى هو أن كلا الطرفين المتصارعين كان يتهم الآخر بالعمالة، فأحد الطرفين يرى الآخر منفذا لأجندة إيرانية شيعية، والطرف الآخر يرى الأول منفذا لسياسة أمريكية تخدم المصالح الإسرائيلية بالأساس.
أنا شخصيا لن أصدق أن الشاب المسكين الذى ألقت الداخلية القبض عليه مؤخرا هو سفاح المعادى، إلا بدليل قاطع لا يقبل الشك من بين يديه ولا من خلفه، والدليل الذى أطلبه ليس صعبا ولا عسيرا، فالفترة التى شهدت ظهور سفاح المعادى ظهر فيها أيضا «تمساح المعادى».
نشرَ موقعُ جريدة «اليوم السابع» خبرًا عن كتابٍ جديد صدرَ مؤخرًا عنوانُه: «الإعجازُ العلمىّ فى الكتاب المقدّس»، للكاتب صموئيل عشاى. وقامت الدنيا ولم تقعد. فيا هول التعليقات التى وردت على الخبر، حتى قبل مطالعة الكتاب، فضلا عن قراءته وتأمُّله! حتى كتابة هذا المقال.
فى مصر، وسط مجموعات من الأطفال بلا مأوى ترعاهم جمعية كاريتاس، طفل سعيد فى العاشرة من عمره.. قابلت «إسلام» منذ شهور من خلال مشاركتى فى احتفالية أحد برامج الأمم المتحدة بيوم الإيدز العالمى، كان الهدف هو تعريف الحضور من أطفال وشباب.
لقاءٌ على الهواء جمعنى بالفنان الأكاديمىّ المثقف د. خليل مرسى، فى ضيافة الشاعر الإعلامىّ جمال الشاعر، على شاشة قناة النيل الثقافية. تطرّقَ بنا الحديثُ إلى العنفِ الآخذِ فى الانتشار بالشارع المصرىّ الراهن. سألَنا الشاعرُ عن أسباب تلك الظاهرة من وجه نظرينا، د. خليل وأنا.
قامت مديرة المركز الدولى للصحفيين بزيارة عمل إلى القاهرة مؤخراً كانت لها من وجهة نظرها ميزة إضافية: الهروب من جحيم واشنطن أثناء حفل تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد، باراك أوباما. لكنها من لحظة إلى أخرى لم تكن تكف عن الشوق إلى طفلتها التى بلغت الآن من العمر تلك المرحلة التى يشتعل فيها خيال الأطفال.
أن تستيقظ من النوم لتجد نفسك مصريا فهذا تكليف وليس تشريفاً، لأن التشريف هو زوج التشريفة، وهى أن يقف 10 آلاف شخص لمدة تتراوح بين ساعة و3 أسابيع، لمجرد أن يمر شخص مذعور فى مدة تتراوح بين 20 و50 سيارة سوداء.
منذ أن وقعت حرب تموز 2006 و«حماس» تدغدغها مشاعر أن تكون نسخة مكررة من «حزب الله» فى غزة.<br>
فى مصر، فى ميدان هادئ بإحدى المناطق الراقية تلمح من بعيد كتلة سوداء ساكنة تقترب، فتبدأ أن تشك أن روحا بشرية قد تكون مستترة تحت هذه الكتلة.
ربما لا يعلم البعض أن صاحب فكرة إقامة دولة حملت بعد ذلك اسم »إسرائيل» هو نابليون بونابرت؛ إذ إن هذا الداهية العسكرى الفرنسى هو الذى التفت حوله فأمعن النظر فاستطاع أن يقرأ واقع الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط ببراعة لم يسبقه أحد إليها من قبل.
الحكومة رحبت بمشروع قانون عكف عليه رجل أعمال معروف، وهو فى الوقت ذاته نائب عن الحزب الوطنى فى البرلمان.. لا أحد يستطيع إنكار القانون، وقبل ذلك كله فمن حق السلاب أو غيره من النواب أن يقدموا ما يرونه مناسبا من مشروعات للقوانين..
توقف الرصاص مؤقتا فى غزة، وأقول مؤقتا لأن عاقلا لا يمكن أن يتصور أن عمليات غزة الرصاص المصبوب للإسرائيليين، ومعركة الفرقان للمقاومة- ستكون الجولة الأخيرة فى الصراع مع المحتل.
ألفُ سببٍ يجعلُنى أضعُ «الشَّيماء» دُرّةً بين بدائع الزمان، كواحد من أعظم أفلام السينما. ولو أنصفوا لأعطوه أوسكارات عدّةً، لا واحدة. مستحيلٌ، أنا الراغبةَ عن الشاشة، الضنينةَ عليها، الحريصةَ على الوقت حِرصَ يهودىٍّ على المال، أن أصادفَه ولا أشاهدَه كاملا. شاهدتُه مراتٍ عدّة حتى أكادُ أحفظُ السيناريو والأغنيات كاملةً.
أكتب هذه السطور بعد ساعات من الانسحاب الشجاع لرجب طيب أردوغان لمنتدى دافوس بعد أن مُنع من الرد الكامل على دفاع شيمون بيريز المستفز عن المجزرة الإسرائيلية فى غزة. وأتوقع أنه، حتى نشر هذه السطور.
بعد ثلاثة أسابيع من مذبحة غزة وجهت وزيرة خارجية جورج بوش «الصغير» دعوة لوزيرة خارجية الإسرائيليين كى توقع معها ما يوصف بمذكرة تفاهم. تتعهد أمريكا فى هذه المذكرة بالعمل على ضمان وقف ما وصفته بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
تحية واجبة إلى رجال حى إمبابة العظام، الذين شهد لهم الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بأنهم الأعلى خصوبة على مستوى الجمهورية، وعزاء واجب إلى رجال حى الزمالك، الذين قال عنهم التقرير إنهم الأقل على مستوى الجمهورية.
المتابع للمشهد المصرى فى أحداث غزة الأخيرة لا يملك إلا أن يصاب بالحيرة، فالمعارك فى مصر تعددت والحدث واحد، والسهام تطلق فى كل الاتجاهات ومن كل الاتجاهات حتى أن بعضها يذهب إثر بعض.
باكستان دولةٌ فقيرةٌ مثلنا، لكنها «تُكملُ عشاءَها ديموقراطيةً». هذه الجملة قالها مجدى الجلاد فى مقاله: «مَن يعزلُ الرئيس مبارك؟» بجريدة «المصرى اليوم». والجملة اشتقاقٌ فانتازىٌّ من الحكمة الدارجة المصرية «الفقير بيكمّل عشاه نوم». كان ذلك فى معرض المقارنة بين ديمقراطية باكستان «الحقيقة».
معلقاَ على غياب «غزة» من خطاب تنصيب أوباما، تساءل الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن لم يكن الرئيس الأمريكى الجديد «مهتما بالأزمة المتفاقمة فى غزة؟ أم هل اعتراه الخوف؟» قد يكون الاثنان معاَ.
ما يعرفه الإسرائيليون جيدا،ً لكنهم يتجاهلونه اليوم، هو الفارق بين ميليشيا مؤقتة يمكن قصفها إلى طاولة الاستسلام، وحركة دينية أيديولوجية تضرب بجذورها فى عمق المجتمع.
وصلنى، على مدى الأسبوعين الماضيين، عديدُ المراسلات من صحف عربية تطلب قصيدةً تندد بقصف غزّة. والشعرُ يأبى ويتأبّى! ليس، وحسب، لأن ما يحدثُ أكبرُ من الشِّعر، فالشعرُ يرى نفسَه أكبرَ من الحياة.
وأنت بيب، وكلنا ندعو الله أن تنفرج أزمة الأنابيب. هذا مبدئيا، أما بعد, فإن أفضل الغاز هو الغاز الطبيعى، وشر الغاز هو المعبأ فى الأسطوانات الزرقاء والخضراء والحمراء، التى تعانى من الصدأ والتآكل والانبعاج وخلافه.
الغريزة الاستعمارية هى ظاهرة باتت معروفة بالنسبة لكل أنواع الاستعمار، وهى سمة شبه ثابتة لدى كل قوى الاستعمار على اختلاف أنواعها، ولعل أبرز خصائص هذه الغريزة هى أن الاستعمار دائما غبى ولا يتعلم من الدروس، فهو مستكبر مغرور ودائما يكرر أخطاءه.
حتى لحظة إعلان وقف إطلاق النار على غزة كنت أعتقد أن العرب، باختلاف حساباتهم السياسية وتشتتهم، كان لديهم جميعا أولوية وحيدة واحدة ولو مؤقتة هى الوقف الفورى لشلال دماء الأطفال والنساء بأى ثمن.
صباح السابع من أكتوبر عام 1973 كانت سعاد حسنى لا تزال تتألق فى أوسع الأفلام المصرية انتشاراً عبر معظم دور العرض، «خلّى بالك من زوزو»، وكان الإسرائيليون يستعدون للانقضاض على السوريين فى الجبهة الشمالية.
لو خيرت بين أن أموت فى معركة غزة أو أن أموت غارقاً فى عبارة موت مملوكةٍٍ لفاسدٍ يحميه باطل لاخترت موتة غزة، ولو خيرت بين أن استشهد أمام صهيونى غاصب محتل.
ها هى النخبةُ التى نعوّلُ عليها أيها السادة! ها هى الطليعةُ التى نراهنُ أنْ ستأخذُ بيدِ هذا البلد الحزين الكابى المنكوب التعس، وتنهضُ به من كبوته المستطيلة منذ غادرَنا مصطفى مشرفة وأحمد لطفى السيد وطه حسين.
بينما نحن جلوس على المقهى التكعيبى الشهير، قال صديقنا الذى يهوى الكمبيوتر: إن مشهد سقوط قتلى غزة يشبه تماما ما يحدث فى الـ «games»، وإن قادة حماس لم يدخلوا المعركة إلا ليظهروا فى قناة الجزيرة، وإنه ثبت تاريخياً أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم لليهود.
رأيت صورة حسن نصر الله على الأرض فى مكان عام، قفز فوقها شباب لبنانيون يدوسونها بأحذيتهم وهم يضحكون. كان ذلك فى 2006 بعد أن دُك جنوب لبنان واستشهد أكثر من 1200 لبنانى.
ثقافة استطلاع الرأى والإعلان عنه كانت حتى وقت قريب من الثقافات الغائبة عن المجتمع المصرى، فليس يهم صناع القرار شيئا بعد صنعه وتطبيقه، كما أن أغلب مراكز الأبحاث المعنية باستقراء الواقع المصرى وردود أفعال الناس تجاه أغلب قضاياه.
بشأن ما يجرى الآن فى غزة.. ليس أسهل من أن تخاطب فى الناس مشاعرهم فتغرس تحت جلودهم إما الحزن الشديد على أطفال فقدوا الأمان والمستقبل أو على رجال ونساء فقدوا الكبرياء والحياة.. وإما الغضب الهائل ضد كل من تسبب فى هذه الأزمة أو كل من ترك غزة وحدها تواجه مصيرها وتعيش موتها..
بينما يستعد باراك أوباما لحفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بعد أقل من أسبوعين، تزداد ضغوط اللوبى الصهيونى ومراكز البحث والدراسات التى ترسم عصب النظام السياسى فى أقوى دول العالم.
منذ أيام قليلة فى بداية هذا العام، جلست أكتب وعودى لنفسى للعام الجديد. أردتها أن تكون بسيطة وقليلة هذه السنة، حتى أتمكن من الوفاء بها. كانت أشعة الشمس الحارة تضرب بقوة فى شتاء يناير على سطح البحر، حتى بدا أبيض متلألئا.
ماذا لو تطورت الأوضاع فى غزة، وطال أمد المعركة الدائرة الآن بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلى، وزادت صواريخ المقاومة على البلدات والأحياء والمجمعات السكنية الإسرائيلية، وزاد عدد القتلى الإسرائيليين.
قالت تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، Enough is enough، يعنى فاض الكيل بإسرائيل من «حماس»، ولابد أن تضربَ. وضربتْ! لكنها ضربتْ بالصواريخ مدنيين وأطفالا ونساءَ وعجائزَ.