مشهدٌ مألوفٌ جدًّا: شابٌّ يقف فى محطة مترو الأنفاق منتظرًا قطاره وفى يده كتابٌ: فكرٌ، رواية، ديوانٌ شعرىٌّ، فلسفة، أو حتى كتابٌ فى الاقتصاد؛ امرأة مُسنّةٌ تجلس فى حديقة، تقرأ ليس هنا من أسفٍ، بل هناك، فى تلك البقعة المستنيرة من العالم: أوروبا، وكذا فى الشرق الأقصى ترى تلك المشاهِد.
رغم أن أول ما وقّع عليه رسمياً عقب تسلمه الحكم، كان عملاً سياسياً وأخلاقياً يرفع الرأس، بإعلانه إغلاق معتقل جوانتانامو فى غضون عام، لن يمر وقت طويل حتى يكتشف الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أنه ارتكب قبل مرور ثلاثة أشهر على حكمه خطأً تاريخياً من الصعب أن يُغتفر.
لا تعتقد أننى غاضب، أو معترض على شىء، أو أطلب عدم التنحى من شخص ما هاتفا بعنوان المقال مرتين ثم أقول: لا تتنحى، كما فعل أسلافنا مع جمال عبدالناصر.<br>
ليس للحب شكل واحد يظهر فيه ولا يظهر فى سواه، له من الصور الكثير، ومن الآيات ما لا يحصى ولا يعد، فى رحَابِه متسعٌ للجميع، كلٌّ يأخذ منه على قدر قلبه، وكلٌّ يعطى له بقدر ما تستطيع روحه أن تعطى.
بعد حديث شيّق، انتابنى خلاله شعور لا إرادى بأن رأسى مرفوع، سألت اللواء محسن حمدى عضو الوفد المصرى فى مفاوضات السلام إن كان قد كتب مذكراته للنشر.
إن نظر إليك فمن طرف عينه، اختلاسا وحيطة، وإن كلمك ترى لسانه يقدم كلمة ويؤخر كلمة، وإن سمعك يبدو كمن استجابت جوارحه لكلامك وكأنه وحى مقدس، وإن لمسك اقشعرت حواسك من أثر لمسته المقززة المرتعشة.
كان لى قريب فيلسوف، بأقوال الحكماء شغوف، قابلنى ذات يوم فى عزاء، فانتحى بى جانبًا، واقترب من أذنى ورفع صوته جدا حتى يتغلب على صوت المكبر المرتفع.
كلّما اصطدمتُ بعقل جامدٍ كالصخر، أو أشدّ قساوةً، كلما دهمتنى ظُلمةٌ صمّاءُ لا قِبَل لشموع العالم باختراقِها، كلّما راعنى أن عقلاً يحيا فى القرن الحادى والعشرين، لكنَّ بداوةَ الصحراء بنوقِها وخيامِها وقحَْطِها وجدْبِها ويباسِها لم تزل تعشِّشُ بين أركانه.
تمنيت منذ أسبوعين فى نهاية هذا العمود ألا نرى يومًا كابوسًا أقبح من وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، عَنيت بهذا الكابوس أى صورة صحافية لمسئول عربى يصافحه، وكان ليبرمان قد صرح آنذاك.
فى غضون الأسابيع القليلة القادمة ينضم 17 ألف جندى أمريكى إلى زملائهم فى أفغانستان فى محاولة لكسب حرب يؤمن كثير من الخبراء العسكريين باستحالة كسبها. لكنّ الوضع فى أفغانستان لا يشبه تماماً الوضع فى العراق عندما قام بوش بخطوة مماثلة.
هذه الأيام، يُلِحُّ علىَّ كثيرًا صديقُنا الروائىّ يوسف أبو ريّة. الذى رحلَ قبل ثلاثة أشهر. كأنما رسالةٌ يبثَّها إلىّ، صاحبُ »عطش الصبَّار»، و«الضحَى العالى»، و«تلُّ الهوَى»، و«ليلةُ عُرس»، وغيرها من الروايات، وقصصِ الأطفال التى حصدَتْ حبَّ القراء.
عزيزى أنور الهوارى أثناء محاولتنا لفت الأنظار لما يحدث للصحافة الأمريكية من انهيار، تصادف أن شن الزميل العزيز أنور الهوارى هجوماً عنيفاً على ما وصفه بالإعلام البديل فى مصر.
(إهداء إلى الحاج سيد الذى أرسل لى مؤخرا رسالة: كلمنى شكرا).هناك شخص ما، فى مكان ما فى مصر اسمه: «الحاج سيد العجوز الحلاق». من حوالى 7 سنوات اشتريت خط الموبايل الذى ما زال معى حتى الآن، أول ما اشتريته لم يكن أحد يكلمنى على الإطلاق، وفجأة بعد حوالى 4 أيام رن الموبايل.
بعد ثلاثة أيام من وصولك، ستبدأ المدينة فى سؤالك عن اسمك وبلدك والغرض من الزيارة.. سعيد إن تذكرت، ولكنك ستكون فقدت الرغبة فى الكلام.. ولسوف تسأل نفسك بضيق حقيقى: ما فى هذه المدينة يطفئ الروح ويؤجج الرغبة؟ ولن تجد فى هذه المدينة سوى المزيد من صمتها والمزيد من جنونك.
قام الاقتصاد الكلاسيكى على شعار دعه يعمل.. دعه يمر.. وتضمن كتاب «ثروة الأمم» لآدم سميث نظرية اللا تدخل، لا تدخل للدولة فى الأسواق، مدللاً أن إصلاح السوق ذاتياً بواسطة آليات العرض والطلب وبعد الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929 «أزمة الكساد العالمى» وضرورة ضبط السوق.
كان نصيب الصحافة المطبوعة من سوق الإعلانات فى أمريكا عام 1990 حوالى 26 %، منذ ذلك العام، وقبل انتشار الإنترنت بسنوات، هوت هذه النسبة تدريجياً حتى وصلت إلى مجرد حوالى 10 % هذا العام ولا تزال فى انحدار. التفاصيل..
نيابة عن أطفال الشوارع الذين يشمّون الكُلَّة هوايةً لا احترافا، ويمارسون الرذائل من باب تمضية أوقات الفراغ.
ببساطة الماء، وعفوية الندى، وانسجام الموسيقى، ورشاقة الفراشة، وانسياب البسمة، تمضى أحداث فيلم «المليونير المتشرد».
تصوّروا هذا المشهدَ. الذى أقلُّ ما يُوصَفُ به، أنه مُخْزٍ وقبيح. رجلٌ مصرىٌّ مكلومٌ ثَكِلٌ، فَقَدَ بعضًا من أبنائه وأحفادِه فى حادثِ سيارةٍ أليم. بعدما تحاملَ الرجلُ على فَوْرةِ أحزانِه الأولى خلال أربعين يومًا.
أتت لنا حكومات تل أبيب المتتالية على مر العقود بشتى أنواع المجازر والخراب وسحق الأرواح وهدم كل محاولات السلام، هذه المرة أتت لنا «الديمقراطية الإسرائيلية» بمن هو أكثر دموية وعنصرية وإرهاباً من أولمرت وباراك وشارونز
من غير الحكمة استخدام الكلمات الضخمة والعبارات الصادمة إلا للتعبير عما وُجدت هذه الكلمات والعبارات من أجله. لكننا لا نكون مبالغين حين نصف ما يحدث الآن للصحافة فى العالم الغربى، وخاصةً فى أمريكا، بسكرات الموت.
◄من ثار على الضرب وصل<br> ◄قالت الأم: ابنى يعانى من عيب فى رقبته يمنعه من الالتفات أو النظر تحت قدميه، فأجاب الطبيب: سيكون له شأن.<br> ◄لو بطلنا نحلق نموت.
كنت أعرف حينما قررت أن أتناول تفاصيل العلاقة بين الرجل والمرأة أن هنالك قلوبا مصمتة، استعذبت حالة التبلد، وأصبحت لا تؤمن بنفسها ولا بغيرها، وتمكن منها المرض فلم يظهر لحالها المزرى عرضا، ولم تعد تتألم إن انجرحت أو تعذبت أو عَذبت.
وصلنى عبر الإيميل، كما بالتأكيد قد وصلَ العديدَ منكم ممن يتوسّلون الإنترنت، رسالةٌ، أصابتنى بالاكتئابِ أسبوعاً، ثم بالضيقِ أسبوعاً، ثم بالحَيرةِ أسابيعَ، وأبداً طويلا لا ينتهى.
توقفت عند شعار طلبة 6 إبريل «الجامعة الحرة تحتاج لطالب حر وأستاذ حر»، ليس لأننى أؤيد أو أعارض الحركة، ولكن لأن الشعار يعكس حقيقة أن المصنع الحر يحتاج لعامل حر وعميل حر، والمحل الحر يحتاج لتاجر حر ومشترٍ حر، والبلد الحر يحتاج لحكومة حرة ومواطن حر.
مَن أكثر المستفيدين من 11 سبتمبر؟.. الأنظمة العربية بكل تأكيد، لقد خسرت أمريكا وخسرت القاعدة وخسر المعتدلون وخسرتُ أنا وخسرتَ أنت، لكنّ أنظمتنا فى غفلة من الزمن ، منحت نفسها رخصة لتصفية معارضيها والتنكيل بهم وسن قوانين جديدة لإحكام قبضتها باسم الأمن، وباسم الله، وباسم الأخلاق، وباسم ما يوصف بالحرب على الإرهاب.
تخيل أنك استيقظت صباحا لترى مصر خالية تماما من الحمير. <br> يقول زميلنا الشاعر القديم:<br> ذهب الحمار بأم عمرو/ فلا رجعت ولا رجع الحمار<br> أم عمرو ليست مهمة فى هذا السياق، فعمرو نفسه موجود، وكلنا رأيناه فى إعلان العصير الذى وردت فيه الجملة الشهيرة: انسى يا عمرو.
لم أكن أتخيل حينما كتبت الأسبوع قبل الماضى مقالا بعنوان «لماذا يخاف الرجل من كلمة أحبك» أن تثار كل ردود الأفعال هذه، وأن أنكأ بهذا المقال جرحا، وأمس به عصبا عاريا لمجتمع يعيش الآن فى حالة احتضار المشاعر وجفاف الوجدان.
مَن قال هذه الجُملةَ الجميلةَ: «النورُ يظهرُ عندما نريدُ أن نراه، فإن أردنا العمى، احتجبتْ عنا الأضواءُ، ولو كنّا نسكنُ الشمسَ»؟ الحقُّ أننى كنتُ أفكرُ فى جملةِ
جدران وسقف، طعام قليل، ماء، كهرباء، دواء، تعليم، ونظام صارم فى التطبيق.. هذا كل ما يحتاجه أى شعب من حكومته ليعيش ويعمل، والنتيجة هى أن يصبح إيجابيا، ثم يلح بعد ذلك فى الحصول على حقوقه الأخرى المتعلقة بحريته وسلطته الحقيقية فى البرلمان، ونزاهة الانتخابات وتحسين جودة الخدمات، ومحاسبة الحكومة.
فى منزل أنيق فى إحدى ضواحى تل أبيب يسكن أبيب جيفين، عمرو دياب الإسرائيليين. نصفه سورى عن طريق جدته كما يحب أن يصف نفسه. مرتدياً قميصاً أسود مكتوباً عليه بالأبيض «تحدثوا مع سوريا».
نام يا حبيبى نام، ننه هوووووووووه، النغة النغة، نام بكير واصحى بكير وشوف الصحة كيف بتصير، نام على الجنب اللى يريحك، نام عشان تصحى بدرى، ننه هوووووووووه، النوم سلطان، نام نوم العوافى، نامونى اللى غاروا منى.
كانت دافئة، حالمة، سابحة، ناعمة، يستأنس الأحباب بظلها الوفير، ويترقبونها كما يترقب الفلاح ظهور «البشاير» ويتلهفون إليها كما يتلهف الأطفال العيد، يفضلونها على كل الكلمات ومن أجلها يسهرون الليالى الطوال.
دائما ما نظرتُ إلى الطبيعة باعتبارها امرأةً متمردةً لا قِبل للإنسان، مهما تقوّى وتعلّم، أنْ يُروّضَها أو يكسرَ شوكتَها. فاتنةٌ وطاغيةُ السحر، لكنها جموحٌ حرونٌ رعناءُ ماكرة. تترك للإنسان حقَّ أن يتعلّمَ ويكتشفَ ويخترع، سوى أنها تدركُ أن سقفَ مُنجزه الاختراعىّ سيظل أبدًا تحت سطوتها.
فى مصر، وسط جبال سانت كاترين القاسية الرائعة، فى وادٍ شاسع، توقفت السيارة الجيب القديمة أمام بيوت قبيلة «الجبلية»، توقف محركها فسمعنا صوت الصمت بوضوح، خرجت «سليمة عواد»، بنت القبيلة من السيارة وبعد تحية قصيرة.
كتب المعمارىُّ/ محمد غزال، ردًّا على مقالى الأسبق: «مصرُ التى لا يحبها أحد«، يقول: («سُئِلَ أحدُ أطفالِ الشوارع، فى برنامج تليفزيونىّ، من قِبَل إحدى المذيعات: إنتَ بتحب مصر؟ فردَّ الطفلُ بعفوية: «وهى مصر بتحبنى؟»)
فى مصر، كما فى كل بقاع العالم، يبقى الحال كما هو عليه حتى يقرر شخصٌ -أو مجموعةٌ- أن يغير شيئا صغيراً فتتدحرج كرة الثلج وتكبر، فيتغير المشهد، فى هضبة الزهراء باسطبل عنتر، المشهد قمىء، كما هو الحال فى معظم أحياء القاهرة.. حوائط المنازل من الطوب قاتمة ومهملة تلتف حولك وكأنها تقسم أن الحياة لن تكتمل كما لم تكتمل المبانى هنا..
«اتقوا ربنا.. وهدّوا المسائل، وخلوا الأمور هادية، وابعدوا عن الأخبار السخنة، اللى بتهيج الدنيا، وخدوها بهدوء، عشان الهدوء كويس». هذا نص (بفتح النون وليس بضمها) كلامها..<br> الوزيرة القديرة عائشة عبدالهادى، ومن الذى لا يعرفها؟ السيدة الفاضلة، بنظارتها الشهيرة، وإيشاربها الملون المكون من أكثر من طابق (فوق الأرضى).
منذ أن سمعت عن قرب إصدار كتاب الأستاذ الكبير جلال أمين «مصر والمصريون فى عصر مبارك «1981-2008» وأنا أتطلع لقراءته؛ لما يتميز به الأستاذ «أمين» من قدرة بارعة على صياغة الأفكار والنظريات العلمية بطريقة سلسة سهلة وبسيطة دون إخلال بمضمونها العلمى الراقى.
هجوم حاد تتعرض له وزيرة الداخلية البريطانية جاكى سميث، لاتخاذها قراراً شجاعاً قبل أيام قليلة، تمثل القرار فى منع مواطن من إحدى دول الاتحاد الأوروبى من دخول بريطانيا لغرض محدد، أما المواطن فليس مواطناً عادياً، بل هو عضو فى البرلمان الهولندى، وأما الغرض المحدد فكان تلبية دعوة من مجلس اللوردات البريطانى لمناقشة الفيلم الذى أنتجه .