«فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها».. إذا كان هذا حال مصركما جاء فى سفر أشعيا، حينما نزل لحظة نزول المسيح عيسى عليه السلام وأمه العذراء مريم بها، فإن قلوب المصريين لم تتغير كثيراً من هذا الحين، حتى بعد رحلتهما التى استمرت ثلاث سنوات تعطرت بهما مياه النيل وتشرف تراب الأرض من قدميهما..
الأخوة الإنسانية هى المبدأ الذى يرى الدكتور محمد سليم العوا فى كتابه «للدين والوطن.. فصول فى علاقة المسلمين بغير المسلمين» أن الأصل فى الإسلام والمسيحية أنهما عاليان لا ينتميان إلى الأرض فالديانتان يسيران فى طريقين متوازيين لا يفترقان ولا يتقاطعان..
من الأمور الملفتة للنظر فى الأزهر أن مسألة الأقباط من الأمور التى تخشى مئات الأبحاث والدراسات ورسائل الدكتوراة والكتب، الاقتراب منها لدرجة أنه من الصعوبة بمكان أن تجد أحدهم لديه الشجاعة الكافية لتناول هذه القضية اللهم إلا بعض الكتب التى تتحدث عن «النصرانية» ككل.
آمنة نصير ترفض القول باضطهاد الأقباط وحدهم وتؤكد: «الحال من بعضه»<br> «الأقباط أهلى، وأتذكر الآن السهرة الرمضانية التى كانت تجمع والدى وأصدقاءه المسيحيين، وأنا كذلك، فهناك 90 % من صديقاتى من الأمريكان الذين تربيت وسطهم فى مدرسة أجنبية بأسيوط»..
حينما سأل وزير الهجرة الكندى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى حول علاقته بالبابا شنودة أجابه شيخ الأزهر بأن علاقتهما جيدة فلا يمر شهر دون أن يجرى بينهما اتصال هاتفى، وفى اللقاء الذى جمعهما فى مشيخة الأزهر بعد الرحلة العلاجية الأخيرة للبابا فى أمريكا، دعا البابا بأن يحفظ الله مصر من كل الفتن.
شن القس عبدالمسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، هجوما عنيفا على الهيئة العامة لقصور الثقافة، بسبب طباعتها لكتاب «المعلم يعقوب بين الحقيقة والخيال» واتهم وزارة الثقافة بأنها تريد التأكيد على أن الأقباط خونة، كما هاجم الروائى الدكتور يوسف زيدان، واتهمه بأنه يريد هدم الديانة المسيحية فى حين أنه لا دينى، أى ملحد.
(واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشك).. فى تفسيرهم لهذه الآية من سفر التكوين بالكتاب المقدس، لا يستطيع أقباط مصر أن يتجاهلوا الربط بينها وبين انتظارهم قانون دور العبادة الذى يتيح لهم حرية بناء الكنائس، فالدولة التى تتباهى كثيرا بالنسيج الوطنى.
بحكم الدستور فإن رئيس الحكومة مطالب فقط بالإشراف على أعمال الحكومة.. عبارة غامضة قد تتسع لكل وأى شىء.. وقد لا تعنى شيئا على الإطلاق.. وهى غالبا لا تعنى شيئا لأن نفس الدستور أعطى لرئيس الجمهورية كل الحقوق ولم يمنح أو يحدد أى حق لرئيس الحكومة..
هل تحب الذكريات؟ أنا عن نفسى لا أحب الحزين منها، ربما لأنها تذكرنى بتلك اللحظات التى خسرت فيها أبى دون أن أكون بجواره، أو بتلك الأحلام التى تطاردنى فيها وحوش ندالتى وجبنى من رؤية أبى وهو على فراش الموت.
يعد عاموس عوز، وديفيد جروسمان من أبرز الكتاب المؤثرين فى القارئ الإسرائيلى، وتضم هذه القائمة: «سامى ميخائيل».. وهو أديب ومراسل صحفى لعب دورا محوريا فى كشف حقائق ودقائق المجتمع العراقى لكل من طلبها داخل إسرائيل.
فى عام 2001 نشرت سلسلة «آفاق الترجمة» التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة كتابا صور خطأ على أنه رواية بعنوان «الزمن الأصفر» للكاتب الإسرائيلى ديفيد جروسمان، ورغم أن هذا الكتاب كان إعادة طبع.
حالة من الجدل تسود الأوساط الثقافية والأدبية، منذ إعلان د. جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة عزمه على التعاقد مع إحدى دور النشر الأوروبية لترجمة مؤلفات كاتبين إسرائيليين هما عاموس عوز وديفيد جروسمان إلى العربية.
«تنظيمات تحت الطلب فى المناسبات»، هذا أقرب وصف لما تعلنه الأجهزة الأمنية من وقت لآخر عما تقول إنه تنظيمات إرهابية أو متطرفة، آخر هذه الوقائع الإعلان قبل أيام من إلقاء القبض على 25 شخصا ضمن تنظيم «التكفير والهجرة»، وبعد أيام فقط كشفت المصادر أن القضية لم ولن تحال إلى المحكمة و ستظل تحمل رقم 488 حصر أمن دولة.
أثار الخبير الأمنى وعميد الشرطة السابق، محمود قطرى، قضية شائكة ومتشابكة الأطراف، بدعوته إلى إنشاء كيان نقابى مستقل لضباط وأفراد الشرطة، لحمايتهم والدفاع عن حقوقهم، فى مواجهة وزارة الداخلية، التى وصفها بـ«الحكم والقاضى والجلاد».
سامحنا يالله.. لم نكن نتصور ونحن نرى أيدى الفاسدين وهى تتحسس جيوبنا، وتخرج بما فيها إلى حسابات بنوكهم السرية، أنها قد تتجرأ وتمتد لتبحث عن نسخة مفتاح مزورة لخزائن سمائك، لم نكن نتصور أنها حينما كانت تعبث بالأختام والتوقيعات لتسحب منا أرضنا.
لا تتحدث عن أى شىء يخص أموال الكنيسة، لا تسأل عن مصيرها، ولا من أين تأتى؟ ولا لماذا تشتعل حولها صراعات سرعان ما تخمد بمجرد أن تتوهج نارها.
فى الأزهر أموال تأتى وتذهب، ولا أحد يعرف متى حضرت؟ وأين ذهبت؟ ومن يعرف لا يتكلم حفاظا على سمعة وتاريخ الأزهر الشريف، هكذا تدفن الحكومة مصائب الأزهر المالية، والدليل لدى النائب محمد مرسى الذى تقدم فى 2002 باستجواب برلمانى حول مخالفات مالية وسرقة واختلاسات وصراع على أموال الزكاة.
فى وزارة الأوقاف كل الطرق يمكنك البداية منها للحديث بالوثائق والمستندات الرسمية عن إهدار متعمد، واختلاس بلا ضمير وصراع شرس على أموال وهبها أصحابها لله، وحملوا أمانتها للدولة ممثلة فى وزارة الأوقاف التى يعشش الفساد فيها منذ قرون.
أنت لست فى حاجة لكى أخبرك عن وضعية الصراع على أموال الله داخل نقابة الأشراف، لأن الخناقات المستمرة، نقلت لك من الاتهامات ما يكفى للتأكيد على أن أموال الأشراف ليست خالصة لله، وأن شوائب كثيرة تحيط بالعملية المالية داخل النقابة.
لا شىء يقفز إلى محفظتك الذهنية سوى معنى الزهد، إذا تكلم أحدهم أمامك عن الصوفية والمتصوفة، ولكن ما حدث مؤخرا قد يغير هذه الفكرة تماما، خاصة بعد ما كشفه الصراع الدائر بين أبو العزايم والقصبى على كرسى رئاسة الطرق الصوفية، الطريق إلى لقب شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
الحكاية ليست سهلة كما تظن.. وليست مجرد حسبة بالورقة والقلم وعمليات جمع وطرح وقسمة، لم يعد حتى الإنسان مضطرا لأن يقوم بها بنفسه فى زمن باتت فيه الآلات وليست العقول، هى التى تفكر وتقرر وتقود.. وإذا كانت تلك الآلات ستقول إن الفارق بين الثامن والعشرين من شهر أغسطس عام 1878.. وبين التاسع من شهر يوليو عام 2004..
فوجئنا بحوار طويل للدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق فى صحيفة الأهرام، يدافع فيه عن المصرف العربى الدولى الذى يتولى رئاسته.
كان من المنتظر أن يوجه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، خطابه التاريخى هذا إلى العالم الإسلامى، كما وعد هو، فى غضون الأيام المائة الأولى من توليه الرئاسة، ولم يكن أحد يعلم، بمن فيهم هو نفسه، من أى عاصمة مسلمة سيتكلم.
من لم يمت بالفقر، مات بفيروس سى.. مقولة ساخرة انتشرت مؤخرا بين أوساط المصريين، تهكما على انتشار المرض لأسباب أغلبها مرتبط بالفقر وضعف الرعاية الصحية، لتتوحد مع عشرات الأمراض التى تنهش أبناء الطبقات الدنيا والمتوسطة فى مصر.
ليس ظلما أن نصف العلاج الحكومى فى مصر بأنه أسوأ أنواع الخدمات الطبية، فالوقائع وحدها تشهد بأن الإهمال والتقصير فى المستشفيات العامة والعيادات الخارجية تعدى مرحلة خطأ التشخيص، ونسيان الفوط والأدوات الطبية فى بطون المرضى، لينتقل إلى مرحلة التسبب فى الموت، وإحداث العاهات المستديمة، والقتل الخطأ.
هذه الأيام تحدث أمور غريبة، نرى ونسمع فيها ما تحتار فيه العقول والألباب، ويثير الدهشة والاستغراب، ويثير أيضا الحزن والغم، لأنها مؤشرات على معان كثيرة ذات أبعاد قلبية وعقلية.
هى ليست أبدا معادلة حسابية، فالحساب ليس هو المادة الأولى بالرعاية والاهتمام والالتفات والمذاكرة حين تطغى السياسة على الأجواء وتمتلئ الآفاق بالسياسيين والوزراء، لأن الحساب الذى يؤكد أن حاصل جمع اثنين زائد اثنين يساوى أربعة.
هل عرفت معنى ألا يكون معك نقود لتأكل أو لتنتقل من مكان إلى آخر بحثاً عن شىء عزيز أو غير عزيز؟ هل عرفت ألم المرض وأنت مفلس؟
لى تجربة فى الشارع المصرى أتمنى تكرارها مع كل قارئ على صفحات «اليوم السابع».. ففى الشارع سألت الناس عن وزارة التضامن الاجتماعى.. ما هى أهداف هذه الوزارة التى أنشئت من أجل تحقيقها..
منذ اللحظة الأولى لإلقاء القبض على الخلية التى تم الكشف عنها لحساب حزب الله فى مصر و«رسائل الوساطة» بين مصر والحزب لم تتوقف.. هذا ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية لـ«اليوم السابع» رفضت الكشف عن هويتها.
استقالتى من قناة الجزيرة لا تعنى أننى خاصمتها. ببساطة هى تعنى فقط أننى لا أريد أن أبقى رقماً فى معادلاتها الجديدة. إذا كان جانب منى حزيناً على فراق شاشتها، فإن جانباً آخر منى سعيد بانضمامى إلى مشاهديها.
الأستاذ محمود عوض أنعش ذكريات جميلة لدّى بما كتبه عن أول مسابقة لجوائز الصحافة المصرية، تلك المسابقة التى كان هو مبتكرها وصاحب فكرتها والقائم على تنفيذها عمليا..
لم يكد الجدل الذى فتحه حكم محكمة القضاء الإدارى بحجب المواقع الإباحية ينتهى، حتى تصاعد جدل جديد حول كيفية تطبيق الحكم، مع تأكيدات مسئولى وزارة الاتصالات،
دعا الدكتور صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة إلى تغيير قانون الوظيفة، وتقليل أعداد العاملين بالنظام الإدارى للدولة لأنه تضخم أكثر من الازم، ولم يعد له مثيل فى العالم،
منذ فتح النائب علاء عبدالمنعم قضية أحكام محكمة النقض ببطلان صحة عدد من نواب البرلمان وتجاهل مجلس الشعب لها، والقضية تثير الكثير من الجدل وفى العدد الماضى أرسل المستشار أحمد مكى نائب رئيس محكمة النقض دراسته إلى «اليوم السابع» التى أكد فيها أهمية تنفيذ أحكام محكمة النقض.
مفاجأة جديدة يفجرها الإعلامى المصرى يسرى فودة كما اعتاد أن يفعل دائما على شاشة قناة الجزيرة فى برنامجه «سرى للغاية» الذى فجر عددا كبيرا من القضايا على المستوى العربى والدولى، غير أن مفاجأة فودة هذه المرة بعيدة عن الشاشة تماما.
عبر الهاتف سألنى حفيدى المصاحب لوالده فى بعثة «لماذا يا جدى شوارعنا فيها تراب كثير وأوراق وأشياء أخرى» فاحترت فى الرد، وفى اليوم التالى كنت أسير فى ميدان التحرير بجوار مبنى المجمع فإذا برجل وزوجته يسيران وفى يد كل منهما كومة من اللب.
ما هو الفارق بين ميزانية دولة وميزانية بيت.. لا أتساءل عن الأرقام وحجم الدخل أو الإنفاق ولا يعنينى استخدام الجنيه أو المليون أو المليار.. ولكننى أقصد، هل هناك فوارق حقيقية فى الفكر والرؤى والمبادئ والأولويات والحسابات بين من يدير ميزانية دولة ومن يدير ميزانية بيت!..
نسأل دكتور عاطف عبيد:<br> 1 كيف تحول البنك إلى دولة داخل الدولة؟<br> 2 كيف يصح أن يكون فى مصر بنك غير خاضع للرقابة وخارج سلطة «المركزى»؟<br>
الحرية فى الإسلام لا تعنى الفوضى ولا تعنى العدوان على الغير ولا تعنى الكذب أو التضليل، بل هى التزام بكل القيم التى تحمى النفس والغير من الضرر بكل أشكاله، المعنوية أو المادية.